ماهي سمات بدايتكم في مسار الدعوة إلى الله؟ مباشرة بعد انتقالي إلى مدينة تاوريرت سنة 1988 حيث قضيت خمس سنوات، احتضنني مجموعة من الأساتذة في مجلسهم التربوي، وأخص بالذكر كلا من الأخ جمال مزيان والأخ حسن نواري. ولازلت أذكر أن أول درس قدمته بين يديهم وكان في تفسير آيات من كتاب الله تعالى. غمرتني يومها فرحة لا شبيه لها وأحسست فعلا بقيمة العلم الذي لا يفنى والذي يوصل إلى معرفة الله تعالى والالتزام بشرعه. بعدها تدرجت في مجالس يؤطرها إخوة من جماعة العدل والإحسان، ثم ارتبطت في مدينة وجدة بدعاة من جماعة الدعوة والتبليغ، وكان للخرجات التي كنا نقوم بها خارج المدينة أثر كبير في انتعاش الروح والتزود بالتقوى والتجمل بأخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم. التحقت بعدها بمدينة الرباط وكنت أحضر مجالس تربوية لحركة الإصلاح والتجديد ابتداء من 1993 إلى 1995 مع إخوة أقطاب في الحركة منهم عبد الإله بنكيران وموح الرجدالي وغيرهما. أما بفاس، فقد كان همي الوحيد هو الاستزادة من العلم، فكنت أنزل إلى القرويين أربع مرات في الأسبوع تقريبا خلال عامين. وخلال هذه السنوات السبع، كانت الدعوة إلى الله تعالى حاضرة معي في البيت وبين الأهل والأصدقاء وفي العمل وخلال السفر... ماهي المرجعيات الدعوية والتربوية التي وجهت مبادراتكم للانخراط في سلك الدعوة؟ تجدر الإشارة في هذا الباب أن مساري المذكور أعلاه، ثم انخراطي في العمل الجمعوي منذ 1997 بمدينة وجدة، إضافة إلى البرامج التربوية لحركة التوحيد والإصلاح جعلتني أقرب إلى سلك الدعوة. وفي أواسط ,1998 انتدبني بعض الإخوة لكي أصبح خطيب جمعة، فزكاني المجلس العلمي، ثم توسعت آفاق الدعوة بفضل الله تعالى أولا ثم بفضل مجهودات قدوتنا بالجهة الشرقية الدكتور مصطفى بنحمزة الذي يشجع كل مجهودات خالصة لوجه الله الكريم. ماهي المحفزات الكبرى التي تساعد على نجاح العمل الدعوي؟ أرى والله أعلم أن من بين المحفزات الكبرى التي تساعد على نجاح العمل الدعوي، الإرادة القوية والحب الكبير للدعوة إلى الله تعالى، والتزود بالعلم قبل العمل به، فالداعية إلى الله تعالى هو طالب علم مادام حيا، ثم الإخلاص لله تعالى وحب الناس المدعوين والتواضع لهم. ماهي نصائحك للدعاة المبتدئين؟ على كل شاب يريد الدعوة إلى الله تعالى أن يجعل عقيدته صحيحة سليمة من الشوائب والزوائد التي تبدع صاحبها، والاجتهاد في حفظ القرآن الكريم أو ما تيسر منه، وأن يكون له قارئا ومتدبرا ودارسا له وعاملا به قبل أن يدعو الناس إلى ذلك. ومن شروط الدعوة كذلك التذلل إلى الله تعالى والتواضع لأهل العلم وخفض الجناح لمن يدعو وإخلاص العمل لله تعالى حتى يجري على لسانه الخير ويهدي على يديه الناس. ولا ينبغي التوقف عن طلب العلم ومحاسبة النفس في كل وقت وحين.