في ظل الأحداث المتلاحقة التي تمر على الساحة الدولية والإقليمية تأتى ذكرى حريق المسجد الأقصى يوم 21 أغسطس عام 1969 م في هدوء، دون أن ينتبه إليها أحد، كما يحدث كل عام، وتمر الذكري مرور الكرام! والمسجد الأقصى هو أولى القبلتين، وثاني المسجدين، وثالث الحرمين، وهو البيت المبارك الذي حرره المسلمون بدمائهم وأرواحهم، ولا يزال إلى اليوم أسيرًا في قبضة الصهاينة. حريق المسجد الأقصى بعد أن تحقق للصهاينة ما أرادوا، سواء عن طريق إنشاء دولتهم المزعومة في عام 1948م ، أو عندما احتلوا القدسالغربية في حرب عام 1967م.. وظن اليهود أن الفرصة سانحة لتنفيذ مخططهم تجاه المسجد الأقصى حَرْقًا أو هَدْمًا، وظهر ذلك في أفعال بعض اليهود في محاولاتهم حرق المسجد أو هدمه! و تبنت في هذا الوقت عدة جماعات صهيونية متطرفة هذا الأفعال الإجرامية، ومن بين هذه الجماعات الصهيونية تطوع شاب صهيوني استرالي ، يدعى روهان ، وقام بإشعال النيران في المسجد الأقصى في صباح يوم 21 أغسطس عام 1969 م. وفوجئ أهالي القدس باشتعال الحريق في جدران المسجد الأقصى ومنبره – منبر نور الدين محمود –، فاستغاثوا بسيارات الإطفاء، ولم يلقوا صدى إلا بعد عدة ساعات، وحينما بدأت سيارة الإطفاء في عملها تبين أنها مُعَطَّلة! فقام الأهالي في بطولة فذة بإخماد الحريق رجالًا ونساءً وأطفالًا وشيوخًا، ولكن لم تفلح محاولاتهم في نجاة المسجد من كافة الأضرار، بل أصابت التلفيات جدرانه ومنبره، وإن كانت رُمِّمَتْ فيما بعدُ. وقامت السلطات الصهيونية بالقبض على مرتكب الحادث، وبعد عدة تحقيقات شكلية وهزلية، خرجت لتقول: إن روهان – مرتكب الحادث- شخصٌ مختل العقل، ومجنون، وقد تم إيداعه في إحدى المصحات النفسية! وبعد فترة قليلةٍ من الزمن خرج روهان من المصحة النفسية، وعاد إلى بلاده سالمًا مُظَفَّرًا، وقُيِّدَتْ قضية حريق المسجد الأقصى ضد مخبول!! يقظة دائمة محاولات الصهاينة لإلحاق الأذى بالمسجد الأقصى لا تتوقف، فلا زالت هناك عشرات أو مئات الجماعات الصهيونية المتطرفة التي تحاول هدم المسجد الأقصى، ولا تتوقف عن التفكير في هذا والتخطيط له ليل نهار،، ولهذا ينبغي أن نتيقظ دائما، وننتبه لما يراد بمقدساتنا، فإخواننا في القدس في كل يوم يستيقظون على أصوات الجرافات وهي تهدم بيتًا من البيوت الفلسطينية ، في محاولةٍ لحفر أنفاق أسفل المسجد الأقصى لكي يعجلوا بهدمه، مثلما يحدث عند باب المغاربة منذ فترة طويلة! هدف واحد ولا تزال هذه الأحداث متتابعة، في ظل انقسام فلسطيني بين فتح وحماس، والرابح الأكبر من هذه الفرقة هم الصهاينة والأمريكان وأعوانهم، ولو أنهم في فلسطين توحدوا وتعاضدوا، وتكاتفوا، وأطفئوا نار الفتن المشتعلة، وتلاحموا صفًّا واحدًا، لكان الرابح هو الأقصى قبل كل شيء، وكان الخسران لليهود ومن سار في دربهم!