بين قصيدة مديح الظل العالي، وقصيدة سيدتي أستحق الحياة اختلف الناس في تقييم مسيرة الشاعر الراحل محمود درويش، بين قصيدة تعتبر أمريكا هي الطاعون والطاعون هي أمريكا، وقصيدة تراهن من أجل حب الحياة على سرقة خيط من دودة القز لنبني سماء لنا ونسيج الحديقة، التبست المعاني وكثر الجدل حول مسار شاعر قضى معظم حياته يحاصر الحصار الصهيوني بكلماته وشعره. لكن مهما كان حجم الانتقادات التي تعرض لها محمود درويش رحمه الله، ففي رصيده عشرات المواقف البطولية المحسوبة على معاني المقاومة وقيم الصمود في وجه العدو. يكفي أن الشاعر الراحل رفض اتفاق أوسلو، وأعلن استقالته من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وعارض الرئيس الراحل ياسر عرفات معتبرا الاتفاق غير موفر للحد الأدنى من إحساس الفلسطيني بامتلاك هويته. مهما بلغ حجم الانتقادات التي توجهت للشاعر الكبير محمود درويش غذاة مشاركته في الأمسية الشعرية بحيفا، فإنه يبقى أحد العناوين الكبرى لشعر المقاومة في زمن كثر فيه المهرولون والمطبعون.