يأتي معرض الخط العربي بسراييفو في إطار فعاليات الأيام الثقافية البوسنية 2008 لإبراز جمال لغة القران الكريم، وفي مسعى للمحافظة على تقاليد الخط العربي وتطوير تقنية أدائه ونشره بين البوسنيين كمظهر فني مميز. واحتوى المعرض الذي نظمه ثلاثة من الخطاطين البوسنيين على 35 لوحة فنية تضمنت آيات قرآنية صممت بأشكال وخطوط متنوعة استخدمت فيها مذاهب الخط العربي المختلفة. وقد جمع هؤلاء المبدعون في لوحاتهم الرائعة بين الومضة الفنية، والإضافة الذكية، والقدرة على الابتكار والتجديد، حيث عكست إمكاناتهم الفنية في رسم الخط العربي. يقول الخطاط ألفس حيدارفتش إن جميع أعماله تتبع خطى فن الأبرو التركي الذي يعني فن الرسم على الماء باستخدام الألوان الطبيعية المستخرجة من الأرض إضافة إلى نبتة كارج البحرية. ويشير حيدارفتش إلى وجود نوعين من الأبرو، أحدهما إيراني ويتسم بالحرية وألوانه فاتحة، أما الآخر فهو تركي وله قوانين يجب اتباعها، ويعتمد على استخدام الألوان الطبيعية بالتساوي. ويتم تصميم فن الأبرو خالذي يتطلب من الخطاط الصبر والمثابرة والاجتهاد- عن طريق نثر الأصباغ على الماء، فتنتشر مكونة سحابات مختلفة الأشكال على سطح الماء، ثم ترسم أشكالاً مختلفة بتوجيه الصبغات حسب الشكل المراد، ثم توضع الورقة على سطح الماء فينتقل الرسم إلى الورقة ويلتصق بها لعشر ثوان ثم تترك لتجف، وفق توضيح حيدارفتش. وتتبع لوحات الخطاط وليد هوجتش تقنيات الرسم على الجدار، وفي تصريحات للجزيرة نت قال لقد استوحيت إحدى لوحاتي من الخطوط الموجودة في تكية حاج سنان آغا (الصوفية) وصممتها بنوعين من الخط هما الفارسي (الطليق) وخط (طغراء). ويضيف أما لوحة العلم همة الإيمان فقد صممت بمادة الجبس وأضيفت إليها مربعات الفسيفساء كنوع من التجديد ويكمل هوجتش أرسم خطوطي على الخشب والسيراميك مستخدما فن التذهيب في تلوين حواشي لوحاتي. وبينت إحدى لوحات هوجتش استعماله لرسم الطغراء المكتوب بخط الثلث الذي يمتاز بالمرونة وتعدد أشكال معظم حروفه. ويؤكد ألن جلوشتش أنه في بداية دراسته للخط العربي لم يكن على دراية بهذا الفن، وحينما تعمق في دراسته اكتشف غزارة العلم الذي يحتويه، وقال إن معظم لوحاته تتبع فن الأبرو الذي يتطلب مواد خام غالية الكلفة، في ظل دعم حكومي مفقود وتجاهل إعلامي مقصود. وأضاف لقد نظمنا هذا المعرض بجهود شخصية لتسليط الضوء على الخط العربي البديع. يذكر أن معرض الخط العربي جاء بمناسبة مرور مائة عام على انقطاع هذا الفن في البوسنة، بعدما أدخله العثمانيون حينما فتحوا هذه البلاد قبل 545 سنة، وشيدوا مساجدها وزينوها بتلك الخطوط الجميلة التي لا تزال شاهدة على جمال الخط العربي إلى يومنا هذا.