تحتفل البوسنة والهرسك بذكرى مرور خمسة قرون على إنشاء أول مدرسة إسلامية في منطقة البلقان، وذلك أثر دخول الإسلام أوروبا مع الفتوحات العثمانية المجيدة. وذكرت وكالة الأنباء الكويتية أن الاحتفالات، التي بدأت يوم السبت الأخير وتستمر أسبوعا ، تتضمن العديد من الأنشطة الثقافية المتنوعة، من بينها معرض وثائق ولوحات فنية تعود إلى بداية عهد تشييد المدارس والمعاهد الثقافية الإسلامية في أوروبا الشرقية. وتبرز الاحتفالات دور أول حاكم عثماني مصلح في البوسنة وهو خسرو بيك، الذي أطلق اسمه على أول مدرسة وأول مسجد في البوسنة، وذلك قبل 467 عاما، كما أنه أول من نقل البوسنة إلى عهد جديد من التطور الثقافي والعمراني والاجتماعي. كما سيتم عرض أفلاما وثائقية عن مدرسة خسرو بيك التاريخية، التي كانت ترمز إلى الجذور الاسلامية للبلاد، للتعريف بدورها الثقافي والتربوي عبر العصور. وجرى عرض إنجازات المدرسة العريقة التي تحولت إلى معهد علمي جامعي إلى جانب التعريف بشخصيات دينية وثقافية في البوسنة تخرجت فيها في مجالات علوم الدين واللغة العربية والدراسات الشرقية والفلسفة. من جانبهم أشاد عدد من المثقفين البوسنيين بدور المعاهد والمدارس الإسلامية في غرس العلوم والثقافة الحضارية في البوسنة والهرسك خاصة وفي منطقة البلقان بشكل عام في وقت كان يسود فيه الجهل والصراعات القبلية المنطقة. يذكر أن النجاح العظيم الذي حققه السلطان العثماني محمد الفاتح عام 1456م في فتح القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية الرومانية الشرقية، وتحولها إلى مدينة إسلامبول (أو مدينة الإسلام) كان بداية انطلاق نحو الفتوحات الإسلامية الكبيرة في أوروبا الشرقية والتي توقفت عند أسوار فيينا العاصمة النمساوية في ال 20 من رمضان 1094ه / 12 شتنبر1683م.