حين ظهرت آيات شيطانية، الرواية التي تطعن في شخص الرسول صلى الله عليه وسلم و أزواجه الطاهرين، وتظاهر المسلمون في أنحاء العالم محتجين، تحركت بعض الدوائر الغربية باسم حرية الإبداع والتعبير لتوفير الحماية لكاتب تفتقد روايته شروط الكتابة الأدبية فضلا عن كونها تسيء إلى الرموز الدينية للمسلمين. وعلى مدى أكثر من عقد من الزمن، صور الكاتب البريطاني الهندي الأصل على أنه ضحية حرية الرأي، وأصبح من الشخصيات التي تتسابق الصحف على نشر أخباره وصوره، إلى درجة أن دولة الكيان الصهيوني عرضت عليه أن تستقبله وتحتضنه وتوزع كتبه مجانا، بل إن أعلى هيئة حاكمة في بريطانيا منحته مؤخرا لقب فارس!! واليوم يرفع الستار عن الوجه الحقيقي لشخصية هذا الكاتب، بعد أن تدخل عبر محاميه لمنع نشر كتاب ألفه الضابط رون إيفينس تحت عنوان في خدمة جلالة الملكة، والضابط بالمناسبة، كان أحد حراس سلمان رشدي ضمن وحدة تأمين حياته لمدة ثلاث سنوات حيث كان مرافقا له في كل تحركاته. يكشف الضابط في هذا الكتاب جزءا من شخصية سلمان رشدي الذي كان يجبر حراسه على دفع إيجار غرف نومهم وتسليم عوض عن كل ما يرتشفون معه من مشروبات مستغلا عدم قدرتهم على الكلام في ذلك مع السلطات!! ويحكي الضابط أن سلمان رشدي كان يسيء معاملتهم ويستعمل ألفاظا بذيئة تعكس شخصيته المتكبرة والعنجهية لدرجة أنهم وصموه بالحقيرولا يطاق، وأنهم لأجل ذلك كانوا أحيانا يضطرون لحبسه في الدولاب!! ولم يفت الضابط في كتابه أن يوجه نقدا لاذعا لحكومة تاتشر التي أجبرت حراسا بريطانيين على تحمل إهانات شخص وفرت له السلطات امتياز الحماية. والمفارقة أن محامي سلمان رشدي اتصل بدار النشر التي طبعت الكتاب، وطلب منها جمع الكتاب من السوق وإزالة كل الفقرات المسيئة لشخص سمح لنفسه بالإساءة إلى نبي الإسلام وأزواجه الطاهرين مهددا الدار برفع دعوى قضائية ضدها. ووجه المفارقة، أن شخصا نال من الرسول الأكرم واستفز مشاعر المسلمين بالنيل من رموزهم الدينية يحظى بحماية الحكومة البريطانية بأكملها باسم حرية التعبير وحرية الإبداع، بينما تشهر سيوف العدالة والقضاء لتهديد دار نشر لمجرد أنها نشرت كتابا لضابط يحكي بعض الوقائع التي حدثت له مع محميه سلمان رشدي والتي كشف فيها جوانب مشينة من حياته. مفارقة تكشف وجها من وجوه النفاق الغربي وسياسة الكيل بمكيالين في موضوع حرية التعبير وحرية الإبداع، إذ في الوقت الذي تستباح فيه حياة الأنبياء، وتهان فيه الرموز الدينية للمسلمين يسمى ذلك إبداعا، بينما يسمى ذلك تشهيرا وقذفا إذا تعلق بنقل جوانب مشينة من حياة شخص وفرت له الحكومة البريطانية كل الدعم والحماية. لقد شعر سلمان رشدي بالألم حين مست شخصيته، ولذلك التمس القضاء البريطاني من أجل رد الاعتبار، لكنه لم يشعر بأدنى ألم وهو يمس مشاعر كل المسلمين بإساءته لنبيهم الكريم وأزواجه الطاهرين. من المتوقع أن يساند القضاء البريطاني دعوى محامي سلمان رشدي لأن الأمر يتعلق بالتشهير والقذف، لكن المفارقة الكبرى أن الحكومة البريطانية بدل أن تثبت احترامها للأديان وتنأى بنفسها عن الضلوع في حماية هذه التعبيرات المسيئة للإسلام ورموزه، فضلت أن تقدم باسم حرية التعبير الحماية لمن مارس أشد أنواع القذف والتشهير ضراوة في حق نبي الإسلام.