لجأ صحفي يومية المساء إلى تفسير نتيجة انتخاب الأخ عبد الإله بنكيران بالنقل عن مصدر لم يسمه واعتبر حصيلة الانتخابات نتيجة وجود تعبئة منظمة وسط قواعد الحزب قام بها بنكيران أثناء التحضير للمؤتمر وفي غضون انعقاده إلى جانب سبب ثان، وهو ادعاء كاذب، تجاوز بشكل كبير قواعد وأخلاق العمل الصحفي الذي يقتضي من بين ما يقتضي تمحيص النشر وتجنب الانحياز لهذا الطرف أو ذاك فضلا عن التورط في التجني والاتهام إن لم نقل التشهير دون بينة أو دليل، هذا في الوقت الذي يحرص فيه رئيس تحريرها على رفع شعار أخلاقيات المهنة في وجه كل منتقد أو مخالف، فضلا عن عدم تردده في تقديم الدروس لهذا وذاك، والواقع أن اتهاما من هذا القبيل ليس مجرد كلام يلقى، فالبينة على من ادعى واليمين على من أنكر. الواقع أن ما حصل مع مقالة المساء ليس سوى تعبير عن غيض البعض من عرس ديمقراطي تمكنت تجربة المشاركة السياسية للحركة الإسلامية من تقديمه للمغرب وللعالم العربي، وهو الغيض الذي يجعل البعض ينقلب على خياره في دعم الديمقراطية ليتحول بجرة قلم عن وعي أو غير وعي إلى مشكك في وجودها، والواقع أن التفسير الحقيقي لما حصل مع مقالة المساء في إيرادها لتفسير كاذب ليس سوى بحث عن مبرر لحصول نتيجة غير متوقعة بالنسبة إليها، ولعل هذا يكون لها درسا حتى تحترم موقعها كصحيفة وأن تحترم ما تدعو إليه من عدم تدخل وزارة الداخلية في الشأن الحزبين وتلتزم به عبر التوقف هي الأخرى عن التدخل في الشأن الحزبي، وهذا لا علاقة له بحقها في نقل الخبر وتقديم الرأي. لقد أثبتت الأجندة الانتخابية للمؤتمر، أن هذا حزب العدالة والتنمية يتميز حقيقة بأعلى منسوب من الديمقراطية الداخلية، ذلك أن الجو العام الذي مر فيه التداول، والأخلاقيات التي حكمت تقييم أداء الأمين العام السابق كما قيادات الحزب المرشحة للأمانة العامة، والأسس والاعتبارات التي بنى عليها الإخوة تدخلاتهم التقييمية، كل ذلك أعطى الدليل على الحيوية الديمقراطية التي يتمتع بها الحزب. بكلمة، لقد عاش الحزب عرسا ديمقراطيا بكل امتياز، وأثبت من خلال مناضليه أن قادر دائما على تقديم الدرس ليس فقط في طريقة تسيير المؤتمرات وانتخاب القيادة، وإنما في منهجية تأهيل الحقل الحزبي في المغرب، وجعل الأداة التنظيمية في مستوى مواجهة التحديات السياسية. درس ديمقراطي لكل من أراد أن ينسج على التجربة ويجعل من الديمقراطية الداخلية أساسا لبناء الذات الحزبية، ونموذج معياري لكل من أراد أن يستدل على أن الديمقراطية الداخلية شرط لمواجهة تحديات السياسة في مغرب اليوم، ودرس قاس لكل من يريد أن يستهدف هذا الحزب بدعوى مصادمته للديمقراطية.