انتخب برلمانيو حزب العدالة والتنمية بالإجماع، السبت المنصرم بأحد الفنادق بتيفلت، مصطفى الرميد رئيسا لفريقهم بمجلس النواب، بعد عرض قدم فيه حصيلة السنة التشريعية السابقة. واحتل الرميد، في الدور الثالث من عملية تصويت معقدة، المرتبة الأولى ب37 صوتا من أصل 39 حضروا اللقاء، فيما احتل المرتبة الثانية برلماني طنجة نجيب بوليف ب23 صوتا، أما المرتبة الثالثة فكانت من نصيب الأمين العام السابق للحزب سعد الدين العثماني ب13 صوتا. ولم يعترض أي برلماني من الحاضرين في هذا اللقاء أثناء جلسات التداول حول الأسماء المرشحة لرئاسة الفريق ضد مصطفى الرميد، كما جرت العادة في السنوات الماضية، قبل انتخاب عبد الإله بنكيران أمينا عاما للحزب الذي لم يكن ينظر بعين الرضا إلى وجود الرميد على رأس الفريق. وفسر مصدر من الحزب هذا الإجماع على الرميد بأن الكلمة التي ألقاها بنكيران، قبل انطلاق عملية التصويت، كان لها تأثير على نتيجة التصويت التي أفرزت أسماء لم تكن مرشحة لمنافسة الرميد. فبنكيران، يقول مصدرنا، التمس في كلمته ألا يصوت أعضاء الفريق على نائبيه، عبد الله بها ولحسن الداودي، باعتبارهما الاسمين المؤهلين للمنافسة. وبرر بنكيران هذا الملتمس بكون الداودي وباها لديهما ملفات أخرى وينبغي أن يتفرغا لها، فيما يقول مصدر آخر إن بنكيران وهو على رأس الحزب في حاجة إلى شخصية قوية مثل الرميد، خاصة إذا ما ظل الحزب في المعارضة. وحول سبب عدم وجود أصوات معارضة من داخل الحزب لانتخاب الرميد، على رأس الفريق، قال لحسن الداودي، نائب الأمين العام للحزب، ل«المساء» إنه لا شيء يبرر عدم إعادة انتخاب الرميد رئيسا للفريق النيابي، لأن الحزب لا يعيش وضعا استثنائيا كما حدث في سنة 2003، عندما اعترضت وزارة الداخلية على إعادة انتخابه في عهد الوزير مصطفى الساهل. وأضاف الداودي أن الأصوات التي عارضت انتخاب الرميد من داخل الحزب، في وقت سابق، فعلت ذلك بناء على تقديرات سياسية ليس إلا، مؤكدا في الوقت نفسه أنه ضد بعض التصريحات التي حاولت أن ترسم للرميد صورة «الرجل المندفع»، في إشارة إلى ما قاله فؤاد عالي الهمة في حواره ما قبل الأخير مع مجلة «لاغازيت». وينتظر أن تبت الأمانة العامة للحزب قريبا في واحد من هذه الأسماء الثلاثة (الرميد، العثماني وبوليف) لقيادة الفريق النيابي للحزب وفق ما تقضي به المسطرة القانونية المنظمة لانتخاب الأجهزة القيادية للفريق، فيما علمت «المساء» من مصدر مطلع أن برلمانيي الفريق انتخبوا الداودي نائبا لرئيس مجلس النواب.