تبدو الملاحظة الأكثر بروزا في تقييم مسار حزب العدالة والتنمية هو أنه اندمج في الحياة السياسية بحيث حصل التطبيع الكامل وصار حزبا عاديا مثله مثل سائر الأحزاب تحكمه الإكراهات، ويؤسس بناء عليها خطه السياسي كما يحدد اعتبارا لها تموقعه ضمن المشهد السياسي. ومعنى هذا،أن مرجعية الحزب لم تعد شيئا مخيفا إذ صار حزبا سياسيا مثله مثل سائر الأحزاب يستلهم اختياراته من المرجعية الإسلامية مثل ما تفعل بقية الأحزاب وإن كان بشكل أكبر . الملاحظة الثانية وهي أن الحزب لن يدخل الانتخابات بشعار الحزب الجديد الوافد على المشهد السياسي والذي يراهن بشكل كبير على الرصيد الأخلاقي، وإنما ستكون تجربته السياسية ورصيده في تدبير الشأن العام وبخاصة أداؤه الجماعي هو المعيار الذي سيحكم منطق الناخب في التصويت على هذا الحزب، وسيدخل حزب العدالة والتنمية الانتخابات القادمة بمنطق الربح والخسارة، اي أنه يمكن أن يربح جماعة كان يسيرها كما يمكن أن يخسرها، ومعيار التصويت على الحزب أو عدم التصويت عليه لن يكون كما كان في السابق يعتمد على العذرية الأخلاقية لمناضلي الحزب، وإنما على رصيد الحزب في التدبير.