تحدث مرشد جماعة العدل والإحسان عبد السلام ياسين، مساء يوم الاثنين 7 يوليوز 2008، في ثالث حلقات برنامج مراجعات بقناة الحوار بشكل مستفيض عن مرحلة حبسه بسجن ولعلو بالرباط لسنتين في أواسط عقد الثمانينات، وقال إنه حضر آنذاك لاجتماع لشباب ماركسي معتقلين أيضاً، وأنهم كانوا يتحدثون عن كل شيء إلا ذكر الله والقرآن، وكانت المرحلة آنذاك مرحلة صعود المد اليساري بالمغرب ووقعت اضطرابات اجتماعية. وبالمقابل اعترف الشيخ ياسين أن يساريا هو من حرضه داخل السجن على النضال والاحتجاج لتحسين ظروف حبسه، إذ كان يتم التمييز بين السجناء بين فريق يحشر في زنازن جماعية لا يملك السجين فيها سوى 20 سنتيم للنوم فيه، وفريق ثان يحول إلى جناح أكثر راحة بزنازنة منفردة. وانتقد ياسين الشبيبة الإسلامية عندما زعمت أنها أول من أسس للعمل الإسلامي بالمغرب، مشددا أنه اختار قبل وبعد إنشاء جماعة العدل والإحسان مبدأ لا للعمل السري ولا للاستعانة بالخارج، مشيرا إلى أن سبب محاصرتها وموقف السلطات منها إلى الآن سببها قولها لا، وهو أمر غير مقبول في المغرب. وشدد مرشد الجماعة في معرض حديثه عن جماعته وعن حديث الخلافة على منهج النبوة أن الذي لا ينظر إلى أصوله لا يمكن امتلاك رؤية فاحصة لمستقبله، لكي يجيب عن سؤال: إلى أين نحن ذاهبون؟ وردا على الذين يتهمون الجماعة بالبلاهة والخرافة الفكرية وتشبثها بعودة الخلافة على منهج النبوة، استدل الشيخ ياسين بنموذج صلاح الدين الأيوبي الذي لم ينزل من السماء واستطاع جمع كلمة الأمة، ولكن ليس بين ليلة وضحاها. وقال إن الحل لما تعيشه الأمة من تشتت وضياع هو تربية الناس بإيقاظ النائمين من سباتهم وربط الناس بآخرتهم وفعل الصالحات، لهم ولأمتهم، وقال إن ثمة فرق كبير بين من يطلب الخلاص الفردي بإصلاح نفسه، وبين من يطلب الخلاص الجماعي لأمته بالاجتهاد في جعل الأمة تسلك سبيل الرشاد. واعتبر أن كتابه الإسلام غدا وهو أول كتاب له في السياسة كان نقطة افتراق مع الزاوية البوتشيشية، مضيفا أنه أراد التميز عن الزاوية واستكانتها ومهادنتها للحكام، وقد كتب لشيخ الطريقة حمزة قائلا هذا فراق بيني وبينك، موضحا أن العدل والإحسان تجمع في منهجها التربوي بين الصحبة والجماعة، في حين تركز الزوايا على الصحبة ولا شأن لها بالجماعة. يشار إلى أن حلقة الاثنين المقبل، وهي آخر حلقة مع مرشد العدل والإحسان، ستتطرق إلى منهج الحركة وأفكارها، على أن تعقب هذه الحلقات لقاء آخر ضمن البرنامج التلفزي نفسه مع الأستاذ عبد الإله بنكيران عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح.