ذكرت وكالة انباء الاناضول التركية يوم الأحد 6 يوليوز 2008 ان اثنين من كبار القادة العسكريين السابقين اعتقلا رسميا في اطار تحقيق واسع للشرطة في اتهامات عن تدبير انقلاب. وأودع القائد السابق لقوات الامن الداخلي شبه العسكرية شينير اوريغور والقائد الاول السابق للجيش خورشيد طولون السجن في اسطنبول. وقالت وسائل الاعلام التركية انه يشتبه في ان الاثنين عضوان بجماعة قومية متطرفة سرية علمانية متشددة تعرف باسم ارجينيكون وهو اشتباه يجري التحقيق فيه بالفعل. واعتقل21 شخصا الاسبوع الماضي في تحقيق للشرطة في تهم بشأن انقلاب. في غضون ذلك، فاجأ عثمان باكسوت، احد قضاة المحكمة الدستورية العليا، الجميع بإعلانه أن المحكمة ستحسم قرارها في بقضية حظر حزب العدالة والتنمية خلال خمسة أسابيع، نافيا بناء اي من قضاة المحكمة قناعة من الآن حول الحكم الذي سيصدر. وأشار الى الاستقطاب السياسي القوي الحالي يحتم حصول جدال كبير مهما كان الحكم الصادر، لأنه لن يرضي بالتأكيد أحد الطرفين. وفيما أكد باكسوت عدم وجود قرار متخذ مسبقا بحظر الحزب الحاكم، اعتبرت أوساط سياسية كثيرة تصريحاته مؤشراً غير مباشر لاحتمال نجاة الحزب الحاكم من الحظر. وفي السياق ذاته، تحدث زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض دنيز بايكال والذي يعتبر أحد اكثر المدافعين عن ضرورة حظر حزب العدالة والتنمية للمرة التولي بإيجابية عن الرئيس عبدالله غل الذي عارض انتخابه سابقاً و اتهمه بمعاداة النظام العلماني، كما صرح بأنه مهما كان قرار المحكمة الدستورية فيجب على الجميع ان يأخذ درسا من التجربة، مشددا على ضرورة العمل على فتح صفحة سياسية جديدة. وفسرت التصريحات بأنها تحضير لاستدراك الموقف والتخفيف من الاستقطاب الحاصل لقبول اي نتيجة غير متوقعه للمحاكمة. في المقابل، شدد رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان على ان احدا في تركيا لا يستطيع وقف مسيرة الإصلاح والتحديث التي بدأها حزبه، وقال: نحن مستعدون لكل الاحتمالات سواء جاء قرار المحكمة في مصلحتنا او ضدنا. وكانت الكواليس السياسية قد رجحت تأخر المحكمة الدستورية في إصدار حكمها في قضية الحزب الحاكم وأن تتذرع بحاجة قضاتها لنيل إجازتهم السنوية، ما يزيد الضغوط على الحزب الحاكم ويقلل فرصه في النجاة، كما يهدد مشاركته هو او بديله في الانتخابات البلدية المقررة في مارس المقبل. لكن تأكيد المحكمة أنها ستستعجل بت القضية قبل نهاية الشهر المقبل، وجه الأنظار نحو اجتماع الشورى العسكري السنوي الذي سيعقد في 30 اغسطس المقبل والذي سيعين فيه اردوغان الجنرال الكر باشبوغ قائد القوات البرية الحالي رئيسا للأركان بدلا من الجنرال يشار بيوك انيط الذي سيحال على التقاعد.