اعتقلت الشرطة التركية الثلاثاء 2 يوليوز 2008 أكثر من عشرين شخصاً من بينهم ضابطين متقاعدين ومسؤول غرفة التجارة فى أنقرة وصحافى مناهض لحزب العدالة والتنمية بتهمة ارتباطهم بجماعة ارجينيكون وهي جماعة علمانية قومية متطرفة تعمل في السر كانت تخطط لتفجيرات واغتيالات محسوبة تبرر استيلاء الجيش التركي على السلطة وابعاد حزب العدالة عن السلطة. وخدم الجنرالان السابقان هورشيت طولون وشينير ارويغور على اعلى مستويات التراتبية العسكرية. ويعرف عنهما معارضتهما لحكومة حزب العدالة والتنمية الاسلامى الجذور. واعتقل الاثنان من داخل مقر اقامتهما العسكري مما احدث صدمة في تركيا ووصفت الصحف التركية الحدث بأنه شيء لم يسمع به قط. اما الصحافى الذى اوقفته الشرطة فى منزله فى العاصمة التركية فهو مصطفى بلباي، مندوب صحيفة جمهوريت المعارضة فى انقره، الذى انتقد باستمرار حزب العدالة والتنمية بقسوة، واتهمه بالسعى الى اسلمة تركيا. وتزامنت التوقيفات مع بدء مرافعة المدعى العام الثلاثاء امام المحكمة الدستورية لاطلاق قضية حل حزب العدالة والتنمية بتهمة تنفيذ نشاطات مناهضة للعلمانية. واقتحمت عناصر من الشرطة مقر صحيفة جمهوريت فى انقره لمصادرة وثائق، على ما نقلت وكالة انباء الاناضول. واضافت الوكالة ان رئيس غرفة التجارة فى انقرة سنان ايغون اوقف ايضا. واوقف ثلاثة اشخاص اخرين بحسب محطة ان تى فى الاخبارية، ما يرفع عدد الموقوفين الى سبعة. وبدا التحقيق فى شبكة قومية سرية تضم 35 مشتبها تبين أنهم على علاقة بمجموعة من الجنرالات تعرف باسم ارجنكون. وكانت المجموعة تحضر لانقلاب عسكرى على حكومة رجب طيب أردوغان فى .2009 ولم يوجه المدعون حتى الساعة التهم فى هذه القضية التى تثير استياء الاوساط المعارضة لحكومة رجب رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان، الذى يتهم باستغلال الدعوى لترهيب معارضيه. واكدت وسائل اعلام تركية ان هذه الشبكة كانت تخطط لاغتيال شخصيات تعتبرها مناهضة للقومية. وأشارت صحيفة تركية الى ان الجامع المشترك بين المعتقلين هو معارضتهم الشديدة لحكومة حزب العدالة والتنمية. ويوم الأربعاء دعا الجنرال الكر باشبوج قائد القوات البرية وهو ثاني أقوى جنرالات الجيش التركي الى الهدوء، وقال للصحفيين تركيا تمر بأيام عصيبة. علينا جميعا التصرف بحكمة وحذر أكبر ومسؤولية اكبر. وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان الاعتقالات مرتبطة بتحقيق مستمر منذ فترة طويلة مع جماعة ارجينيكون. وأضاف ليس حزب العدالة والتنمية هو ما لا يمكنهم تحمله. ما لا يمكنهم تحمله هو الديمقراطية.. الارادة الوطنية.. مشاعر الناس وافكارهم. وانخفضت الاسهم التركية أكثر يوم الاربعاء 3 يوليوز 2008 بسبب مخاوف من استمرار التوترات السياسية في تركيا. وقال دبلوماسي كبير في الاتحاد الاوروبي طلب عدم نشر اسمه أتابع هذه الاحداث وهي تتكشف بكثير من القلق نظرا لتاريخ تركيا في التدخلات العسكرية. هناك حقيقة صراع بين جماعتين في السلطة ولم يبد اي منهما بعد استعدادا للتراجع. وشهدت تركيا أربعة انقلابات عسكرية خلال الاعوام الخمسين الماضية. ويقول محللون سياسيون ان ارجينيكون هو مصطلح يطلق على القوميين المتشددين في قوات الامن التركية والجهاز الاداري للدولة وهم مستعدون لمخالفة القانون من أجل برنامج عملهم الخاص. واعتقل أكثر من40 شخصا بينهم ضباط سابقون بالجيش ومحامون وصحفيون خلال العام الفائت للاشتباه في صلتهم بارجينيكون. ونفى الجيش الذي انتقد الحكومة مرارا أي صلة بالجماعة.