قضى معلم السباحة محمد شكري (24 سنة) نحبه بعدما غرق في شاطئ بوجدور الصخري يوم الأحد الماضي 15 يونيو (حوالي الساعة الرابعة بعد الزوال)، وقد خلف الحادث حالة من الحزن والاستنكار العميقين في صفوف المصطافين وعموم السكان، وذلك لأن مصالح التدخل السريع والقوات المساعدة لم تحضر لعين المكان إلا بعد أزيد من ست ساعات على وقوع الغرق، قبل أن تحضر سيارة الإسعاف التي هي بالمناسبة سيارة مهداة من إحدى الجماعات الحضرية بالدار البيضاء. وعند حضور مسؤول الوقاية المدنية، رد على المواطنين الذين طالبوه بالتدخل لإنقاذ الشاب بشكل استفزازي ، مما دفع بعض الشباب إلى رشق سيارته بالحجارة، وتحطيم زجاجها. وتدخلت قوات الأمن لتفريق المواطنين، ونقل الأب إلى المستشفى بعدما كان في حالة نفسية منهارة وقد أغمي عليه على إثرها. وفي محاولة لتهدئة الجماهير الغاضبة عمد بعض رجال السلطة إلى القول إن الفقيد تابع للدولة وأنها لن تتخلى عليه. وفي مساء اليوم نفسه اعتقل مجموعة من أصدقاء الفقيد، وتم التحقيق معهم بمخفر الشرطة قبل أن يخلى سبيلهم. الفقيد هو أحد معلمي السباحة الموسميين، الذين تستعين بهم الوقاية المدنية خلال موسم الاصطياف، وهم يستفيدون من التعويضات الممنوحة عن هذا العمل الصيفي، ويعملون هؤلاء المعلمين في ظروف صعبة، تتسم بانعدام وسائل التدخل من أطواق الإغاثة وقوارب الإنقاذ، فكانت النتيجة أن أصدقاء الفقيد محمد شكري، الذين حاولوا إنقاذه، لم يجدوا ما يستعينون به على هذه المهمة.