كاد أن يؤدي انجراف تربة أحد الجبال المحيطة بشاطئ مدينة آسفي، يوم السبت الماضي، إلى كارثة بشرية، ففي الوقت الذي كان المئات من المصطافين يستمتعون بمياه الشاطئ الباردة انهار جزء كبير من أحد الجبال بالقرب من مكان اصطفاف الدرجات النارية، التي أصيب منها حوالي خمسة بأعطاب بليغة بعد تساقط الأحجار عليها. وقد عاينت «المساء» حجم الأتربة والأحجار التي تساقطت من الجبال التي توجد بمنطقة سيدي بوزيد التابعة لمدينة آسفي والتي تبعد عن وسط المدينة بحوالي كيلومتر واحد، إضافة إلى لحظة انهيار جزء صغير من أحد الجبال في مشهد شبيه بمشاهد الكوارث الطبيعية التي تضرب بعض الدول. وقد خلف الحادث حالة من الذعر لدى المصطافين الذين حضروا إلى عين المكان من أجل تفقد ممتلكاتهم بعد انتشار الخبر تاركين متعة المياه الزرقاء الباردة. وإلى حدود أول أمس الاثنين لم يظهر أي أثر للسلطات المحلية والمصالح المختصة بمكان الحادث لتفقد المكان واتخاذ الاحتياطات اللازمة لتفادي أي تكرار للحادث، رغم أنه داخل الشاطئ الذي يشكل الفضاء الأول للاصطياف لدى المسفيويين توجد مصالح الأمن الوطني والوقاية المدنية. هذا ورجحت مصادر متخصصة أن يكون سبب انهيار الجبل الشاهق هو وجود عيون مائية كثيرة أدت إلى ازدياد الأجزاء المشكلة للجبل مما أدى إلى انجراف الأتربة والأحجار. ولم تستبعد المصادر ذاتها أن تؤثر عيون مائية أخرى بباقي الجبال المحيطة بالشاطئ وهو الأمر الذي يمكن أن ينجم عن كارثة بشرية. وبعد حوالي ساعة ونصف من الحادث انتشلت مصالح الوقاية المدنية بالشاطئ المذكور شابا في عقده الثاني يقطن بإحدى المناطق المجاورة للمدينة بعد أن غرق، وقد قام اثنان من عناصر مراقبة الشاطئ بانتشال جثة الشاب لتنقلها بعد ذلك سيارة الإسعاف إلى قسم الأموات بمستشفى الحسن الثاني بالمدينة.