تسببت الاضطرابات الجوية والتساقطات المطرية الغزيرة، التي عرفتها مجموعة من مناطق المغرب طلية الليلة الماضية وصباح أمس الخميس، في عرقلة حركة السير وتوقف حركة القطارات، كما نجم عن هذه الاضطرابات الجوية وقوع سلسلة من حوادث السير المميتة بكل من وادي زموالدارالبيضاءوخريبكة. وفي الوقت الذي أعلن فيه بلاغ للمكتب الوطني للسكك الحديدية أن حركة النقل السككي على خط طنجة قد استؤنفت بشكل عادي مساء أول أمس الأربعاء، اضطر عدد من مرتادي خطوط السكك الحديدية، صبيحة أمس الخميس، إلى الانتظار أكثر من ساعتين داخل المحطات في انتظار قطار قادم، ووجد عدد من الموظفين وطلبة المدارس صعوبات كبيرة في الوصول إلى مقرات عملهم وكلياتهم بسبب اضطرابات حركة السير. وحولت الأمطار مدن الرباط وسلا وتمارة إلى برك ومستنقعات كادت تحدث كوارث بكل المقاييس، كما كان عليه الأمر في جماعة سيدي يحيى زعير، حيث خرجت مئات الأسر القاطنة بأحد الأحياء القصديرية إلى الشارع للاحتجاج على الأضرار التي لحقتها بعد أن اقتحمت السيول الجارفة مساكنها القصديرية، وغمرها فيضان نهر «يكم». واحتلت نحو 800 أسرة، تقطن دوار «العكاري» الصفيحي بجماعة سيدي يحيى زعير، صباح أمس الخميس، الطريق الرابطة بين سيدي بطاش وسيدي يحيى وتمارة والرباط، متسببة في انقطاع حركة المرور وخلق حالة من التأهب في صفوف السلطات. وبمدينة سيدي سليمان، أعلنت حالة تأهب قصوى في صفوف ساكنة ضفتي وادي باهت، وذلك تحسبا لفيضان محتمل على غرار ما جرى السنة الماضية وأحدث أضرارا مادية جسيمة، خاصة في ظل ارتفاع منسوب المياه بسبب التساقطات الغزيرة التي عرفتها المنطقة. وفي الوقت الذي ما زال فيه عدد من السكان المتضررين من فيضانات السنة المنصرمة ينتظرون الاستفادة من السكن، على غرار 240 أسرة استفادت من بقع أرضية في تجزئة الخير بسيدي سليمان، ما تزال العشرات من الأسر في البوادي تعاني الأمرين بسبب عدم توفرها على سكن، بحسب مصادر من المنطقة. وبمنطقة أولاد تايمة حاصرت مياه فيضانات وادي الفيضة ما يزيد على 60 عائلة، اضطر أفرادها إلى الاحتماء بالجبال خوفا على حياتهم. وبحسب بلاغ للمكتب الوطني للسكك الحديدية، فإن حركة النقل السككي توقفت بين طنجة وسيدي قاسم على إثر فيضان وادي سبو. وتسببت هذه التساقطات في وقوع سلسلة من حوادث السير، حيث لقي شخص حتفه وأصيب أربعة أشخاص آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، في ثلاث حوادث متفرقة وقعت في الساعات الأولى من صبيحة أمس الخميس بالمدار الحضري لمدينة خريبكة على الطريق الوطنية رقم 302 جراء اصطدام شاحنة صغيرة، قادمة من وادي زم ومتجهة إلى الدارالبيضاء، بسيارة خفيفة، أفضى إلى مصرع سائقها. أما الحادثتان الأخريان فقد نجمتا عن اصطدام دراجتين ناريتين بسيارتين خفيفتين وسط المدينة، ففي الوقت الذي أصيب فيه ضحايا إحدى هاتين الحادثتين بجروح طفيفة، أسفرت الحادثة الأخرى عن أضرار بليغة نقل على إثرها سائق الدراجة إلى المستشفى الإقليمي الحسن الثاني بخريبكة رفقة سيدة كانت بصحبته أصيبت بكسر عميق على مستوى إحدى ساقيها. وبحسب محمد بلعوشي، عن مديرية الأرصاد الجوية، فإن سوء أحوال الطقس التي تعرفها جل مناطق المغرب ناتجة عن طقس متقلب بسبب توالي اضطرابات جوية قادمة من المحيط الأطلسي، مما أدى إلى تساقطات مطرية غزيرة، خاصة بالمناطق الشمالية الغربية وسوس وسهول الغرب وسلسلة جبال الأطلس. وأوضح بلعوشي، في تصريح ل»المساء»، أن كمية التساقطات المطرية التي عرفتها بعض المدن المغربية فاقت، في بعض الحالات، 80 مليمترا وكانت مصحوبة برياح عاتية تراوحت قوتها ما بين 70 و100 كيلومتر في الساعة مصحوبة بعواصف رعدية وبرد. وأضاف بلعوشي أنه، ابتداء من أمس الخميس، سجل انخفاض ملموس في درجة الحرارة بسب الكتل الهوائية القادمة من القطب الجنوبي عبر أوربا، كما يتوقع أن يصل سمك التساقطات الثلجية إلى ما بين 40 و100 سنتمتر فوق قمم الجبال ويتوقع كذلك أن يمتد هذا الطقس البارد طيلة الأسبوع.