أكدت مصادر سياسية رفيعة المستوى في حركة مجتمع السلم الجزائرية حمس ، أنّ الخلاف الداخلي في الحركة بلغ مستوى من الحدة أصبح من المستحيل معه لقطبي الخلاف الاستمرار تحت يافطة سياسية واحدة. ورجحت المصادر أن يعمد فريق النائب السابق لرئيس الحركة عبد المجيد مناصرة، إلى العمل على إيجاد شكل جديد من أشكال النضال السياسي بعيداً عن التيار المتحكم في الحركة والذي يقوده الرئيس الحالي أبو جرة سلطاني. وأوضحت هذه المصادر المطلعة في حركة حمس التي تحدثت لـ قدس برس ، أنّ غالبية من وصفتهم بـ الغاضبين قد امتنعوا عن حضور فعاليات ملتقى الراحل الشيخ محفوظ نحناح الرئيس السابق للحركة، وأنّ الخلاف بشأن شرعية قيادة جمعية الإرشاد والإصلاح سوف يتم الاحتكام فيه إلى القانون وإلى وزارة الداخلية تحديداً، التي تملك كل المستندات القانونية والتي تميل، حسب المصادر ذاتها، إلى كفة الرئيس السابق للجمعية عيسى بلخضر، وليس للرئيس الجديد الموالي لتيار أبو جرة سلطاني القيادي في حمس نصر الدين شقلال. وكشفت هذه المصادر النقاب عن أنّ الخلاف بين جناحي الحركة قد بلغ مستوى عميقاً، أصبح معه العمل بينهما تحت غطاء سياسي واحد يشبه المستحيل، وقالت لازالت الأمور غير واضحة حتى الآن حول الخطوة المقبلة، لكنّ المتعامل به الآن هو السلبية المطلقة، حيث أنّ غالبية الغاضبين لا يتعاملون مع القيادة الحالية ولا يشاركون في أنشطة الحركة، ولذلك فالأرجح أن يتم اللجوء إلى اختيار شكل نضالي جديد بعيداً عن التراشق بالاتهامات بين الفريقين ، على حد تعبيره. وكان رئيس حركة مجتمع السلم حمس أبو جرة سلطاني، قد اتهم في تصريحات صحفية له يوم الأربعاء (18/6) نشرتها صحيفة الخبر الجزائرية، عيسى بلخضر، الذي يتمسّك بقيادته جمعية الإرشاد والاصلاح بـإضعاف الحركة منذ أن تولى رئاستها، وأشار إلى أنّ السلطات لا تعترف به رئيساً للجمعية، وإنما تعترف بنصر الدين شقلال قائداً لها. يُذكر أنّ جماعة مقربة من الرئيس السابق لجمعية الإرشاد والإصلاح كانت قد منعت أبو جرة سلطاني وعدداً من أعضاء المكتب التنفيذي لحركة حمس من دخول قاعة مؤتمر الجمعية، الأمر الذي دفع بأنصار سلطاني إلى الدعوة لمؤتمر للحركة وانتخاب قيادة جديدة للجمعية برئاسة نصر الدين شقلال، فيما واصل أنصار عيسى بلخضر مؤتمرهم وانتخابه رئيساً للجمعية. ومن المرتقب أن يفصل مجلس شورى الحركة في هذه الخلافات، خلال اجتماعه المقبل في الثاني من تموز (يوليو) المقبل.