برقية رقم 1975ALGERIE 03136 سرية وعاجلة مرسلة من السفارة الأمريكيةبالجزائر إلي وزير الخارجية الأمريكية بواشنطن بتاريخ 21 أكتوبر 1975 بخصوص مقابلة مع الرئيس الجزائري بومدين: 1 استقبلت أنا والسفير باركر على انفراد من قبل الرئيس بومدين وفي حضور مترجمه الى العربية فقط لحوالي ثلاثة أرباع الساعة في منتصف نهار اليوم 21 أكتوبر. 2 بعد نقل تحيات الرئيس فورد إليه وتبليغ بومدين تحياتك الشخصية الحارة ، أوضحت له أنني لما كنت في شمال أفريقيا لحضور إجتماع اللجنة الأمريكية التونسية المشتركة، اقترحت علي أنت زيارة الجزائر لكي أنقل إليه تقييمك الحالي ، والاستراتيجية المستقبلية الخاصة بالوضع في الشرق الأوسط ، وقد أخبرته بأنك تولي اهتماما كبيرا لتقييمه وأنه سيسرني أن أنقل عنه أية أفكار يريد أن يوصلها إليك. 3 وقلت له بأنني سأذهب أيضا إلي المغرب ، وأنه وإن كانت هذه الزيارة قد خطط لها من قبل التطورات الأخيرة المتعلقة بالصحراء ، فإنني أتوقع أن تكون هذه التطورات حتما ضمن مباحثاتي في المغرب . ولذا فإنني أرحب بموقف بومدين من وضعية الصحراء وأتفهم الموقف الجزائري المتعلق بالصحراء إذا ما شاء أن ينقله ألي . وسوف أخبركم بهذا الجزء من المحادثة في برقية مستقلة. 4 فيما يتعلق بالشرق الأوسط ، فقد قدمت عرضا مفصلا قريبا جدا من نقاط المباحثات التي صادقت عليها وقد أنصت ألي عن كثب وقاطعني مرتين.وكانت المرة الأولي من أجل أن أعيد جملة تشير إلى الحاجة لإنجاز السلام الذي يحفظ لاسرائيل وجودا آمنا ويلتقي أيضا مع مبادئ المصالح المشروعة للعالم العربي بما في ذلك مصالح الشعب الفلسطيني . وقد سأل الرئيس عما إذا كانت تعليماتك قد ورد فيها تعبير الشعب الفلسطيني وعندما أكدت له ذلك أشار إلى أنه يعتبر ذلك مهما. 5 قاطعني أيضا بومدين عند النقطة التي سجلت فيها بأنه ثمة قرار ، بما في ذلك الجانب السوفييتي بأن التحرك مباشرة إلى جنيف بدون إعداد كاف قد يقود إلى طريق مسدود هناك ، عندئذ قال إن السوفييت ليسوا سعداء من استبعادهم من المفاوضات الجارية وعبر عن رؤية بأنه إذا كانت مقاربة الولاياتالمتحدة والسوفييت متباينة في التوصل إلي تسوية ، فإن هذا قد يشتت الجهود في المنطقة. وقد قلت له بأننا نقر بأن السوفييت قد مدوا مصالحهم إلى الشرق الأوسط وأن أمر تسوية النزاع هناك يمكن أن يتم فقط إذا كان مدعوما من الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفييتي ، ونحن لم نطالب باستبعاد الاتنحاد السوفييتي من دور مشروع ونحن ننظر إلى وجودنا في المفاوضات الحالية كخطوة لتهيئة الأرضية الضرورية لارساء التسوية الشاملة مثل ما تم في اتفاقية سيناء .وهذا اإنجاز يتطلب كل من الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفييتي. 6 بعد الاستماع إلى كل ما عرضته ، بدأ بومدين يسألني عما إذا كنا نتصورأن يبدأ مسلسل مفاوضات التسوية الشاملة قبل أو بعد انتخابات 1976؟ . وقد قلت له بأننا نأمل بأن يستمر مسلسل المفاوضات قريبا وبطريقة أو بأخرى ، نحن ملتزمون بمواصلة جهودنا ، ولكننا لانظن أنه من الواقعي أن نتوقع نتائج درامية حتي .1977 7عندئذ ، بدأ بومدين الفلسفة المعتادة في مسح المشكل ، مذكرا الولاياتالمتحدة بانسحابها من جنوب شرق آسيا ، وأنها يجب أن تفعل شيئا ما للشرق الأدني ، وأن الجزائر لن تعارض جهودنا التالية في هذا الخصوص ، ومع أنها تيسر لها ما تريد ، فإنه كان منزعحا من اتفاقية سيناء 2 ، وأنه قال للسادات في كمبالا بأنها سوف تعرضه للهجوم من باقي العرب ، وقال السادات بإنه مستعد لهذه المخاطرة وهو أيضا كان منزعجا من التعرض لاستخدام تقنيين أمريكيين إذ أن قتل اثنين أوثلاثة أمريكانيين سوف يترك أثرا كبيرا لدى الرأي العام الأمريكي وأنه سأل الخارجية مرة عما إذا كنا نريد سلاما أم تواجدا دائما لنا في المنطقة ؟ لأن الحالة الأخيرة ليست لصالحنا . وقد غامر السادات بسبب سيناء 2بأن يوصف رجل أمريكا وقد تلاشت خياراته نتيجة ذلك(...). 9 ـ شرحت له أنه لم يكن ينبغي لنا أن نضع أمريكيين في سيناء، ولكن هذا كان ضروريا لكي نحصل على الاتفاقية . والحقيقة كانت أيا كان الأمر ، بأن هذا التطور ساهمت فيه التصورات الأمريكيةالجديدة أكثر من أي أحد آخر بالنسبة للمشكل . حيث أكد ذلك أن الفرصة باتت مواتية للتحرك نحو التسوية النهائية ، ونحن إذ نأسف لأن سيناء2 كان لها تأثيرا انقساميا عبر العالم العربي ، والذي لم يكن ضمن اهتماماتنا ، فإنني أعيد التأكيد على الحاجة إلي الصبر والأمل وأن بومدين سيظل المستشار الواقعي في العالم العربي ... قال بومدين ضاحكا بإنه يأمل أن تسفر انتخاباتنا عن ماهو صحيح ، وأتبعها بأن طلب مني أن أحثك على ايجاد طريقة لسد القراغ . وقد قلت له بأنني سأنقل رؤيته إليك ، وعليه أن يعرف بأنها ستكون محل تقدير. توقيع أول : باركر