كشفت صحيفة إلباييس في مقال نشرته في عددها ليوم الإثنين 3 نونبر 2008 عن وقائع ومعطيات تتعلق بسنة 1975؛ حين كانت المفاوضات متوترة بين المغرب وإسبانيا حول الصحراء المغربية، وحين كان المغرب يعتزم تنظيم المسيرة الخضراء، وجاء في المقال أن إسبانيا سلمت الجزائر قائمة بالمعدات العسكرية التي قدمتها واشنطن إلى المغرب. وأوردت الجريدة أن البرقيات التي أرسلت في نونبر 1975 أظهرت أن حكومة فرانكو وضعت السلطات الأمريكية في موقف حرج، عندما عرض مسؤول جزائري على السفير الأمريكي ريتشارد باركر لائحة سرية بمعدات عسكرية تبلغ قيمتها 150 مليون دولار باعتها واشنطن إلى الملك الحسن الثاني. وضمت القائمة 25 دبابة من نوع إم- 48 و ست طائرات نقل من طراز سي130- و سي- 47 وطائرات مقاتلة من نوع إف5-. وأوضح المصدر أن الحكومة الإسبانية حصلت على هذه المعلومات السرية من واشنطن لأغراض داخلية خاصة بها، ولكنها قررت تمريرها إلى الجزائر - المنافس التاريخي للمغرب- في محاولة منها لتحويل مسار المفاوضات بشأن الصحراء المغربية لصالحها، بحسب ما قاله ديبلوماسيون أمريكيون. وأضاف المصدر أن البرقية التي تحمل رقم 3294 طلب فيها السفير الأمريكي باركر المشورة بشأن كيفية التعامل مع الوضع، وطلب مقترحات بهذا الخصوص من مجموعة من الدبلوماسيين في الجزائر والرباط وواشنطن. وكان باركر قد اجتمع مع محمد أبركان مدير الشؤون الأوربية وأمريكا الشمالية في وزارة الخارجية الجزائرية، واستفسره حول ما تتوقعه الجزائر من الولاياتالمتحدة بخصوص اتصالاتها بالحسن الثاني. هذه التوقعات عبر عنها السفير في برقية بعثها في 8 نونبر 1975 لكسنجر؛ جاء فيها أن الجزائر تطالب بـإنهاء إيراد الأسلحة إلى المغرب. وعندما حاول باركر أن يشرح للجزائريين بأن الولاياتالمتحدة أرسلت فقط القليل من الأسلحة إلى المغرب، وأن هذا الأخير كان في الواقع قد حصل على المزيد من المساعدة الفرنسية والسوفياتية، أخرج أبركان مجلدا يضم قائمة تتكون من عدة صفحات مطبوعة على الآلة الكاتبة تشتمل على تفاصيل حول أسعار الأسلحة. من جانبه حاول باركر أن يبين أن المعدات العسكرية الأمريكية التي حصل عليها المغرب والمدرجة في تلك القائمة والتي تبلغ قيمتها 150 مليون دولار، والتي تضم الإم48- و الإف - 5 لا قيمة لها بالمقارنة مع تلك التي تمتلكها الجزائر. وبحسب البرقية 3294 التي توجد في الأرشيف الوطني في واشنطن فإن باركر كتب يقول: إنه من الصعب إقناع الجزائريين بأن الإسبان مخادعون أوأنهم يكذبون، خاصة وأنني أتذكر أننا قدمنا إلى الإسبان معلومات حول البرنامج المغربي على أنه شيء استثنائي، ويبدو أنهم نقلوا ذلك إلى الجزائريين. وخلص الديبلوماسي إلى أن إسبانيا ربما استخدمت هذه المعلومات لتقنع الجزائريين بأن الولاياتالمتحدة يمكنها إقناع المغرب بوقف المسيرة الخضراء، وطلب السفير من كيسنجر تعليمات حول كيفية تفسير رقم 150 مليون دولار للجزائر.