كشفت وثائق سرية أمريكية أميط اللثام عنها أخيرا أن اسبانيا استغلت معلومات عسكرية امريكية للضغط على المغرب في المفاوضات حول الصحراء المغربية التي كانت جارية سنة 1975 وقتا قليلا قبل المسيرة الخضراء التي نظمها المغرب لاسترجاع الصحراء والتي تحل اليوم الذكرى الثالثة والثلاثون لها. وأوضح التقرير أن هذا الحادث اضطر وزير الخارجية الامريكي انذاك هينري كيسنجر الى بذل جهود ديبلوماسية لتحسين الصورة الامريكية التي أساء لها التصرف الاسباني. وكشف التقرير أن الولاياتالمتحدة كانت اذاك قد سلمت لاسبانيا معلومات حول الصفقة العسكرية التي كانت قد أبرمتها مع المغرب والتي تقدر قيمتها ب 150 مليون دولار أمريكي. وتضم عددا من المعدات العسكرية التي تسلمها المغرب والتي كان في حاجة إليها لمواجهة الوضع الجديد الذي كان منفتحا على كل الاحتمالات بما فيها مواجهة عسكرية مباشرة مع الجزائر التي ناوءت المغرب حول الصحراء منذ أن تسارعت وتيرة الاحداث التي أدت الى استرجاع المغرب لصحرائه. وتضم هذه المعدات 25 دبابة أمريكية الصنع من نوع M48 وست طائرات للنقل العسكري من نوع هرقل 130 C و C47 ومقاتلات من نو F5. وأوضح التقرير أن إسبانيا كانت قد حصلت على تلك المعلومات من الولاياتالمتحدةالأمريكية لاهداف داخلية خاصة، لكنها سربتها الى الجزائر لتستغلها لصالحها كورقة ضغط لدى الولاياتالمتحدة ضد المغرب بخصوص المفاوضات حول الصحراء. وأفادت الوثيقة المسجلة والتي تحمل اسم Algier3294 أن السفير الامريكي ريشارد باركير حاول البحث عن مخرج. وقام بتحريك الالة الدبلوماسية في كل من الرباطوالجزائر وواشنطن من اجل الخروج من هذا المأزق. واجتمع في نفس السياق بمحمد أبركان مدير الشؤون الاوروبية والامريكية بوزارة الخارجية الجزائرية وطلب منه وجهة نظره حول ما تنتظره الجزائر من الاتصالات التي تجريها الولاياتالمتحدة مع الراحل الحسن الثاني. فكان جواب محمد أبركان هو ايقاف مد المغرب بالاسلحة. ولما أجابه باركير أن الجزائر تحصل من الاتحاد السوفياتي وفرنسا على مساعدات عسكرية أكثر، فتح أبركان لائحة المعدات التي تسلمها المغرب من الولاياتالمتحدة، فكان جواب السفير الامريكي ان تلك المعدات لاتتعدى 150 مليون دولار ولا تساوي شيئا أمام ما تتوفر الجزائر من أسلحة. وأوضح التقرير أن الدبلوماسي الامريكي خلص الى أن اسبانيا سربت تلك المعلومات من أجل إقناع الجزائريين أن الامريكيين بإمكانهم تنبيه المغرب بالعدول عن تنظيم المسيرة الخضراء وهو مالم يحدث.