أثار الكشف عن تسميم بومدين ووضع حدّ لحياته في دجنبر 1978 بقناة الجزيرة تساؤلات حول عاقة ذلك بقضية الصحراء المغربية والجهة التي وقفت وراء ذلك، حيث اعتبر مصدر فضل عدم الكشف عن اسمه أن الظروف التي رافقت وفاة بومدين قبيل الاستعداد للقاء قمة لتسوية ملف الصحراء أياما قبل نهاية سنة 1978 ترجح فرضية وجود علاقة في الموضوع. ومن جهته استبعد العربي المساري، مختص في قضية الصحراء، أن تكون وفاة الهواري بومدين الذي مات مسموما فجر يوم 27 دجنبر ,1978 في موسكو عاصمة الاتحاد الاسوفياتي حينها، استبعد أن يكون لذلك علاقة بملف الصحراء المغربية، بحيث أقدمت جهات سوفياتية مثلا على تسميمه بعدما عزم التوقيع مع المغرب على اتفاقية تسوية لإنهاء مشكل الصحراء. وتساءل المساري في تصريح لـالتجديد حول خصوم بومدين ممن لهم مصلحة في قتله بسبب ملف الصحراء، وأبرز المتحدث أن العلاقة بين التسميم في حال ثبوته ابتداء وملف الصحراء غير قائمة ولا تثبتها حجج أو معطيات صحيحة. وكان وزير الخارجية العراقي الأسبق، حامد الجبوري، في عهد صدام حسين، قد أكد في شهادته على العصر بقناة الجزيرة، الحلقة التاسعة نهاية الشهر الماضي، أن الرئيس الجزائري هواري بوميدن قتل مسموما بعد زيارته إلى بغداد وفي طريق عودته من دمشق بعد حضور قمة الجامعة العربية بها. مبرزا أن بومدين ظهرت عليه أعراض مرض غامض، وكشف الجبوري أن سبب ذلك هو سمّ تناوله الرئيس الجزائري هو سمّ الليثيوم، الذي قتل به عدد من العراقيين ، كما قتل بع زعيم القوميين العرب وديع حدّاد. وقال الجبوري في هذا الصدد لقد بدأ بومدين يضعف إلى أن تحول إلى شبح، وتساقط شعره وأصبحت عظام جسمه هينّة إلى الحد الذي باتت تُكسر بسهولة تامة. مؤكّدا أنا على علم بما أصاب الرئيس بومدين، ربما سُمِّم بنوع فتاك من أنواع السموم اسمه الليثيوم. وأضاف لقد رأيت حالات مشابهة لحالته في العراق، والموت كان مصير كل من تناول هذا السم. وحسب ما نقلت >القدس العربي< في عددها بداية الشهر الحالي، فقد استبعد عبد السلام بلعيد رئيس الحكومة الجزائرية الأسبق في بداية التسعينات، حيث أكد أن بومدين أسرّ له أكثر من مرّة أن حياته مهددة من أطراف خارجية، فإن التساؤل يبقى حول من هي هذه الأطراف؟ هل هي عربية أم أجنبية، مع الإشارة إلى أن النتاقضات الدولية المستعرة آنذاك كانت غير متقبلة لتسوية ملف الصحراء فمن جهة فإن الاتحاد السوفياتي سابقا، بالنظر إلى مصالحها الاستراتيجية في المنطقة حينها، وصراعاتها مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، فهي في الوقت الذي بدأت تستعد فيه لاستعمار أفغانستان شرقا، ومن جهة دخلت أمريكا إلى الصومال وعززت من انتشارها في الساحة الإفريقية.