قرر السينمائي الفرنسي السويسري الأصل جون لوك غودار، بشكل رسمي إلغاء مشاركته في مهرجان طلابي سينمائي بـإسرائيل تضامنا مع الشعب الفلسطيني، بعدما كان من المنتظر أن يصل الأحد الماضي إلى القدسالمحتلة. وقد صرحت منظمة المهرجان موران تال عقب ذلك خاب أملنا.. ويبدو أن غودار انصاع لضغوط مجموعات مؤيدة للفلسطينيين تقوم بحملة لمقاطعة إسرائيل. يأتي قرار صاحب فيلم على آخر نفس تضامنا مع ما يتعرض له أبناء الشعب الفلسطيني من تنكيل على يد قوات الاحتلال الإسرائيلية، وردا على احتفالات إسرائيل بالذكرى الستين بالنكبة واحتلالها لأرض فلسطين. موقف غودار، وهو قامة سينمائية كبيرة إذ يعد صاحب بصمة مشهودة في السينما الفرنسية في القرن الماضي، وأحد أهم أقطاب ما يسمى بـالموجة الجديدة الذين أعطوا الكثير للفن السابع، غير مفاجئ على اعتبار أن العديد من المنتسبين لمجالات إبداعية وفنية مختلفة تحدوا الضغوطات التي تمارسها اللوبيات الصهيونية المبثوثة في كل المجالات وفي العالم، خاصة أوروبا وأمريكا. وتندرج مقاطعة غودار للمهرجانات الإسرائيلية في إطار استجابة عدة فنانين وسينمائيين ومثقفين غربيين من بينهم يهود كـألان بابي للحملة الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل ومهرجاناتها الفنية والسينمائية. بالمقابل فاجأت صوفيا السعيدي المغربية الأصل الفرنسية الجنسية، المغاربة بانضمامها إلى قافلة المطبلين لإسرائيل، وانبرت تدافع عن نفسها قائلة بأنها تغني للسلام وكأنها تنتمي لكوكب آخر حيث إسرائيل حمامة بيضاء ترمز للسلام، والفلسطينيون كما يروج لهم اللوبي الصهيوني إرهابيون تهجموا على أرض ليست لهم، وعاثوا فيها خرابا ودمارا، شردوا وعذبوا وقتلوا أمام مرأى ومسمع من العالم. الفرق بين صوفيا وغودار هو أن الأخير عملاق بكل المقاييس يدع فنه وعمله يتحدث عنه ويدافع عنه إذا ما هاجمه أحد أو أراد التأثير على مساره الفني، وموقفه واضح وصريح وعلني، وما استضافته للشاعر الفلسطيني محمود درويش في فيلمه الأخير موسيقانا إلا مثال على ذلك، بينما الأولى تخشى على نفسها وعلى مستقبلها وهي بعد في بداية الطريق، فهي تطمح أن تصير نجمة عالمية أو كوكبا ربما غريب عن الأرض وما يحدث فيها، أو ما تفعله إسرائيل فيها.