وصف بيتر فان فالسوم، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ما جرى في الجولات الأربع للمفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو بمانهاست في نيويورك بالولايات المتحدةالأمريكية، بـالمهزلة، وبأنها كانت مثارا للسخرية، وأنها لعبة كاذبة، وأكد المبعوث الأممي في حوار له مع صحيفة هولندية ءجسجخءب أخيرا، أن مواصلة المفاوضات يجب أن تكون بأفق واضح، وهو ما لم تتضح معالمه في الجولات الأربع بين المغرب والبوليساريو. بسبب موقفي الطرفين اللذين لا يمكن التوفيق بينهما. وأكد المسؤول الأممي أن التقرير الذي قدّمه إلى مجلس الأمن نهاية أبريل الماضي، وقال فيه إن هدف الاستقلال الذي ترفعه البوليساريو غير واقعي، لم يكن القصد من ورائه تفجير المفاوضات، بل تحديد هدف واقعي تجتمع عليه كل الأطراف ويجري بشأنه التفاوض. بدل أن تبقى المفاوضات مفتوحة وإلى أجل غير مسمى، حتى ييأس الجميع منها. وقال فالسوم إن زيارته إلى المنطقة، كشفت له أن ثمة أشياء ليست على ما يرام، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي كسب المقترح المغربي تأييدا دوليا، وهو ما يفتقده موقف الجزائر والبوليساريو، التي تتشبث بالاستقلال، وأكد فالسوم أن الواقع معقد، إذ في الوقت الذي تتشبث البوليساريو باستقلال الصحراء، يؤكد المغرب أن هذه الأقاليم جزء من وحدته الترابية. وكشف فالسوم أن الخلاف بين الطرحين، دفع الجزائر إلى اقتراح تطبيق البند السابع من ميثاق الأممالمتحدة الذي تقضي باستخدام العمل العسكري ضد ما تنعته بالعدوان المغربي، غير أن مجلس الأمن تجاهل هذه الدعوى منذ البداية، واعتبر فالسوم أن عدم استخدام العنف يكاد يكون موقفا مقدسا في هذا الملف. وأوضح فالسوم أن بقاء البوليساريو في المخيمات في وضع غير إنساني يعتبر معضلة أخلاقية حقا، وتساءل بالقول هل من الإنصاف أن نقبل من الناحية الأخلاقية أن جيلا آخر من البوليساريو من الأطفال يقضون عقودا أخرى في المخيمات؟، وأكد أنه من هذا المنطلق حاول أن يقترح شيئا آخر، بدل أن تنتهي مهمته باستقالته، كما فعل آخرون، هذا المقترح يتمثل في إجراء مفاوضات شاقة وجادة حول مقترح الحكم الذاتي في ظل السيادة المغربية، على حدّ قوله.