طالب الفريق الاستقلالي، بمجلس النواب وزير الداخلية، التفريق وعدم الخلط بين الألعاب المشروعة، وبين ما يخرب مجتمعنا وأسرنا من القمار. واعتبر الفريق خلال سؤال شفوي بمجلس النواب يوم الأربعاء 14 ماي 2008، أن ظاهرة القمار وجدت في وسائل الإعلام ما يساعد على تداولها وانتشارها بشكل واسع، بما في ذلك وسائل الإعلام الرسمية، ناهيك عن الهاتف النقال والمقاهي. يأتي هذا بعد أن ميز شكيب بنموسى، وزير الداخلية، بين القمار، وما اعتبره أنواعا من الألعاب والرهانات التي ينظمها القانون في رده على سؤال حول تنامي ظاهرة القمار بالمغرب. واعتبر بنموسى الألعاب المتداولة في الكازينوهات، والتي تخضع لمقتضيات تنظيمية تؤطر هذا القطاع، تتم مزاولتها وفق ضوابط منصوص عليها في دفتر التحملات، والتي تسهر مصالح الأمن الوطني على تنفيذها. وأضاف المتحدث أن مزاولة هذا النوع من الألعاب يندرج في إطار تشجيع الاستثمارات السياحية. وأشار الوزير إلى أن الألعاب المرتبطة باليانصيب الوطنية، والتي تخضع لمقتضيات القانون الذي ينظم شروط تسيير اليانصيب الوطنية وتنظيمها ومراقبتها، وكذا الظهير الشريف المتعلق بسباق الخيول بالمغرب، تتم في إطار شركات تجارية يتم تسييرها وتدبيرها وفق دفتر تحملات وأن جزء مهما من الأموال التي تروجها هذه الشركات، تخصص لمشاريع تنموية خاصة بتمويل وتسيير الألعاب الرياضية. ولم تفت الوزير الإشارة إلى أن الألعاب والرهانات غير المؤطرة قانونيا، كالمتداولة عبر شبكة الانترنت أو رسائل (الإسيميس)، تمارس في إطار فراغ قانوني، الأمر الذي يستدعي منا جميعا التفكير في تقنينه وتنظيمه، كي لا يفلت من رقابة الدولة، في إطار مهمتها في الحفاظ على الأخلاق والآداب العامة يقول الوزير. وقال النائب الاستقلالي، إن توسيع هذه الظاهرة اللاخلاقية، وتوسيع مجالاتها، يشكل خطورة حقيقية على المجتمع المغربي المتشبت بدينه الإسلامي الحنيف، الذي يحرم هذه الظاهرة، التي هي رجس من عمل الشيطان كما وصفه الله تعالي في محكم كتابه. من جهته، قال مولاي عمر بنحماد، أستاذ الدراسات القرآنية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، إن اليانصيب من صور القمار التي أفتى فيه العلماء بعدم الجواز، وأن تغيير أسماء الغرض منه التدليس على الناس. وأوضح بنحماد، عضو نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح، في تصريح لـالتجديد .إ ن خطورة الأمر لا يقف عند وجود هذه الظاهرة، بل تجاوزه الى الترويج والدعاية له في الإعلام الرسمي، الأمر الذي يجعل خطورة ترسيخ هذه الظاهرة تحت مسميات عدة وتشجيعها، أمر في بالغ الخطورة.