بعث محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح برسالة إلى محمد جميل ولد منصور رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية بموريتانيا بعد قرار هذا الأخير المشاركة في الحكومة الموريتانية، وهنئه هو وعموم الشعب الموريتاني بهذا التطور السياسي ذي الدلالة العميقة، واعتبره لبنة أخرى في تجربة مساهمة الحركة الإسلامية في تعزيز الوحدة الوطنية وتكريس خيار الديمقراطية والإسهام في تنزيل المشروع المجتمعي الإسلامي على أرض الواقع ، وأضاف الحمدوي ستكون المسؤولية الملقاة عليكم إذا ما استحضرتم كل هذه الاعتبارات جسيمة لأنكم اخترتم الأصعب لكنه الأنجع والأصوب والأنفع بعون الله. وفيما يلي نص الرسالة. إلى الأخ محمد جميل ولد منصور رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية بموريتانيا السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد، تلقينا في حركة التوحيد والإصلاح باستبشار وتفاؤل، قراركم النوعي بالمشاركة في الحكومة الجديدة إلى جانب المكونات الأساسية للمشهد الموريتاني. وإذ نهنئ عموم الشعب الموريتاني بهذا التطور السياسي ذي الدلالة العميقة ليس على مستوى ما يراكمه من خطوات في مسار ديمقراطيتكم الناشئة، وحسب، ولكن أيضا إلى ما سينجم عنه من نتائج على مستوى انخراط جميع السواعد الموريتانية في معركة تنمية ونهضة بلادكم واستقرارها وإشعاعها. وبقدر اعتزازنا بهذا القرار الذي يشكل التقاء إرادتين للإصلاح ممثلة في وطنيي النخبة الحاكمة وإصلاحيي القوى الإسلامية الوسطية، فإننا نكبر فيكم حسكم الوطني المتعالي في عملية التفاوض حول تنزيل قرار المشاركة، عن منطق المحاصصة والمصلحة الحزبية الضيقة وتغليب المنطق الوطني والمبدئي بروح توافقية تسعى إلى البحث عن المشترك الجامع وتتحرر من المنطق الإنتظاري وقد جاء قراركم الحكيم بالمشاركة في التدبير الحكومي تتويجا لمسار طويل من التضحيات الكبيرة التي قدمتموها في ظل النظام السابق، ونتاج تدافع مجتمعي حقيقي في سبيل تكريس قيم الديمقراطية والوسطية والإيجابية في فعلكم السياسي، وأيضا نتاج وعي سياسي جعل التجديد منهجا والإصلاح غاية والمساهمة في تنمية بلدكم الشقيق ونهضته أفقا، وهو ما لمسناه خلال زيارتنا إلى بلدكم الشقيق حيث عاينا عن قرب بأن عملكم السياسي، ليس عملا عابرا أو ظرفيا، بل هو نتاج لعمل تربوي ودعوي جاد، ولحضور مجتمعي مميز وخاصة في صفوف الشباب. وإننا لنلمس من مبادرتكم الأخيرة، استلهاما عميقا لمبدأ المشاركة، وإسهاما جديا في تكسير جدار العزلة الذي تريد بعض الأنظمة السياسية أن تفرضه على الحركات الإسلامية، نتيجة للضغط الخارجي أو لإرادة الهيمنة والاستقواء السياسي، وهي ستكون لبنة أخرى في تجربة مساهمة الحركة الإسلامية في تعزيز الوحدة الوطنية وتكريس خيار الديمقراطية والإسهام في تنزيل المشروع المجتمعي الإسلامي على أرض الواقع، من موقع التسيير الحكومي وما يرتبط بذلك من تحديات جمة وصعاب كثيرة. لذلكم ستكون المسؤولية الملقاة عليكم إذا ما استحضرتم كل هذه الاعتبارات جسيمة لأنكم اخترتم الأصعب لكنه الأنجع والأصوب والأنفع بعون الله، لأننا نعتقد بأن المشروع الذي جاءت من أجله الحركة الإسلامية يحتاج إلى رجال أقوياء وأفكار جريئة تبدع في تجاوز العوائق والتحديات. وبطبيعة الحال، فنحن كلنا يقين بأن تقديركم المصلحي الذي اتخذتموه، لن يكون إلا سعيا لدرء ما يمكن من المفاسد، أو لجلب ما يمكن من المصالح، فلتكن - إن شاء الله - انطلاقة لها ما بعدها من المبادرات المبدعة والمشاريع النوعية، التي تنضاف إلى مسيرة الإسهام في الإصلاح الوطني، خدمة للدين، ولبلدكم الشقيق، وإسهاما في النهوض بأمتنا الإسلامية المباركة. والله نسأل أن يوفقكم في اختياركم هذا، وأن ينفع بكم البلاد والعباد وأن يجعل مشاركتكم مفتاحا لكل خير مغلاقا لكل شر. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته إمضاء محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح