كشف مصدر مطلع أن مولاي حفيظ بن هاشم، المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، قام يوم الأحد 11 ماي 2008 بزيارة مفاجئة إلى سجن عكاشة بالدار البيضاء. وأضاف المصدر ذاته أن بنهاشم عبر عن استيائه من الوضع الذي يوجد عليه السجن بعد زيارته لبعض مرافق السجن من بينها المطبخ والمصحة والساحة المخصصة للفسحة. وفي موضوع ذي صلة كشف مصدر مطلع أن مصطفي حلمي، الذي عين أخيرا مديرا مكلفا بالعمل الاجتماعي والثقافي لفائدة السجناء وبإعادة إدماجهم ، التقى بلجنة حوار من معتقلي ما يسمى بـ السلفية الجهادية بسجن عكاشة بالدار البيضاء يوم الجمعة الماضي، حيث أكد لهم أن زيارته تأتي من أجل معرفة أسباب الإضراب عن الطعام ومطالب المعتقلين.وأشار المصدر ذاته إلى أن حلمي أكد للجنة حوار المعتقلين، التي ضمت أربعة أفراد، أن الإدارة ستدرس كل مطالبهم وستمنح المعتقلين، المضربين عن الطعام منذ 28 مارس الماضي، كل ما ينص عليه القانون بمرونة.. وتأتي هذه الزيارات المتتالية للمسؤولين للعديد من السجون، في إطار الإضراب الوطني عن الطعام الذي يواصله معتقلو ما يسمى بـالسلفية الجهادية بمختلف السجون، ومتزامنا مع تعبير بعض الهيئات الحقوقية عن استيائها من أوضاع هؤلاء المعتقلين.. وفي هذا السياق، دعا منتدى الكرامة لحقوق الإنسان، إلى فتح حوار جدي مع المضربين عن الطعام إلى الوقوف على طبيعة مطالبهم ومحاولة التعامل معها بالجدية المطلوبة حماية لحياتهم وسلامتهم الجسدية والنفسية. وطالب المنتدى، في بلاغ لمكتبه التنفيذي أصدره بعد لقاء عقده يوم الجمعة الماضي، بـتجنب سياسة العقاب الجماعي والعمل على تقريب المعتقلين من أسرهم و تمتيعهم بحقهم في متابعة الدراسة والتكوين والتطبيب والخلوة الشرعية، وباقي الحقوق التي تكفلها المواثيق الدولية لنزلاء السجون. وإعادة التفكير في السياسة التي تدير بها الدولة قطاع السجون، وذلك بالانفتاح على جميع الفاعلين داخل المجتمع لبلورة خطة متكاملة لتطوير النظام العقابي ببلدنا. و توفير الشروط و الإمكانات اللازمة لجعل المؤسسات السجنية مؤسسات إصلاح حقيقية تسعى لإعادة الإدماج. بدل ما تعرفه الآن من أوضاع حاطة بالكرامة و معاملة لاانسانية تساهم بشكل كبير في إعادة إنتاج الجنوح و الإجرام. وعبر المنتدى عن تخوفه بعد التعيينات الأخيرة التي مست مديرية السجون، وخلفية المسؤولين الجدد التي ،قال إنها، تتعارض تماما مع مطلب الإصلاح وإعادة الإدماج الذي رفعته الدولة بعد صدور التشريع الأخير للسجون بل تكرس المنطق العقابي الأمني القديم الذي يقوم على القسوة والإيذاء عوض التأهيل والإصلاح. ومن جهتها عبرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، عن قلقها من استمرار إضراب معتقلي مايسمى بـالسلفية الجهاديةمنذ 25مارس الماضي . وقالت الجمعية، في رسالة وجهتها إلى وزير العدل، إن أوضاع المعتقلين، حسب عائلاتهم ، أصبحت جد خطيرة مما ينذر بوقوع فواجع قد تمس الحق في الحياة والحق في السلامة البدنية للمضربين. وطالبت الجمعية وزير العدل بالتدخل العاجل من أجل فتح الحوار مع المعتقلين المضربين وعائلاتهم للنظر في مطالبهم المتعلقة بتحسين شروط اعتقالهم ، وتقريبهم من أسرهم، واحترام كرامتهم وكرامة عائلاتهم.