ربما ستستغربون من مشكلتي، لكني أطمع في أن تجدو لي الحل المناسب للخلاص منها، أنا امرأة متزوجة منذ ثلات سنوات، وعمري الآن 22 سنة، تزوجت زواجا تقليديا، من رجل لا أعرف عنه شيئا غير المظهر، وهو أيضا نفس الشيء، نعيش حياة روتينية طبيعية، بدون أي انفعالات لا عاطفية ولا عدوانية، كل منا يكتم ما لايعجبه عن الآخر، ويحاول أن يتفادى التصادمات، حتى مسألة الإنجاب لم نناقشها يوما، فأنا أتناول موانع الحمل، وهو ما تطرق للموضوع قط، المشكلة أني أعجب بأشخاص كثيرين في الشارع، وكلما رأيت أحدا أعجبني أتمنى لو يكون هو زوجي، ومؤخرا التقيت مع شاب أكثر من مرة بالصدفة، وعن طريق تبادل النظرات فقط، وشعرت بإحساس غريب يجذبني نحوه، دون أن نتحدث عن الأمر، وأكون سعيدة في البيت كلما تذكرت ابتسامته أو تعابير وجهه، أصبح هذا الشعور يسيطر علي مؤخرا بشكل غريب إلى درجة أنه أحيانا تراودني فكرة مقابلته والتحدث إليه، أرجوكم أخبروني كيف أنقذ نفسي من هذا الوضع، وهل طلاقي أفضل لي من العيش بجسد بلا روح مع هذا الزوج؟ الحائرة ـ الرباط ـ **** وضعك قابل للتغيير نحو الأفضل إن أردت أختي: إن الأسرة مودة ورحمة وسكينة، ولكلا الزوجين مسؤولية في خلق هذه الأجواء من الأنس والدفء والمحبة، وللزوجة مسؤولية كبرى في ذلك، حتى ولو كان الزواج تقليديا كما وصفته. وحتى في الحالات التي يكون فيها الزواج مبنيا على تعارف مسبق، فإن التعارف الحقيقي لا يتم إلا خلال الزواج، وهذا الأمر يتطلب أحيانا سنوات متعددة لكي يتم التآلف والمحبة والتوافق في الطباع وغيرها. أختي العزيزة؛ إن الله سبحانه وتعالى وهب الزوجة الكثير من المواهب والمهارات التي بإمكانها أن تعطي لحياتكما روحا وحيوية ومتعة، لذا أنصحك بما يلي: ـ اهتمي بنفسك، وبزينتك، وبلباسك، وبنظافتك الشخصية اهتماما خاصا. ـ اهتمي ببيتك وبترتيبه؛ غيري شكل البيت، وأبدعي في ذلك، خاصة غرفة الجلوس والنوم. ـ اهتمي بزوجك، وحاولي أن تعرفي أسباب سعادته إن كان سعيدا، وأسباب حزنه إن كان حزينا. اقتربي منه، اسئليه وإن كان قليل الكلام. ـ هيئي بعض الوجبات التي يحبها، وأخبريه أنك هيأتها له خصيصا. ـ سلطي الضوء على الإيجابيات الموجودة في زوجك. ـ هيئي أجواءا حميمية، وافتحي معه حوارا إيجابيا حول حياتكما الزوجية. ـ اسئليه هل هو مرتاح لهذا الوضع، أم لا؟، وحاولي أن تعرفي ماذا يقترح لإعطاء نفس وروح لأسرتكما، حاولي أن تعرفي ماذا يحب وماذا يكره، وماهي طموحاته في الأسرة وفي عمله....، وما رأيه في الإنجاب... ـ تذكري عيد زواجكما، وعيد ميلاده واحتفلا بهما، ولا تنسي أن تشتري له هدية بالمناسبة، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: تهادوا تحابوا. ـ رتبي لخرجات لوحدكما خلال نهاية الأسبوع، أو الغذاء في مطعم أو الاستجمام في غابة أو قرب البحر. ـ اعلمي أن أخذ موانع الحمل لمدة ثلاث سنوات فيه الكثير من الخطورة التي قد تحرمك من الإنجاب مطلقا، لذا عليك أن تتوقفي عن أخذها، والأفضل في حالتكما هو الإنجاب، ليرزقكما الله بطفل يملأ عليكما حياتكما، ويكسر الروتين في بيتكما، وقد يكون الأمر سببا في التواصل أكثر، والارتباط أكثر بعضكما ببعض. ـ أنت أختي امرأة متزوجة على كتاب الله وسنة رسوله، هذه الأمور التي تبحثين عنها في الخارج، ومع آخرين، مارسيها مع زوجك، وفي الحلال، تبادلي هذه النظرات والابتسامات مع زوجك، فهو أحق بها، فالزواج مسؤولية، وعلى الإنسان أن يرقى بنفسه إلى أن يكون في مستوى هذه المسؤولية. ـ أختي الحائرة؛ أهمس في أذنك؛ تشبثي بزوجك، فالسعادة الأسرية، واستمرار الأسرة، نجاح لك ولزوجك، فجاهدي واجتهدي، لكي تستمر هذه الأسرة وتستقر. ـ ولا تظني أن الطلاق حل، لأن الوضع الذي تعيشينه قابل للتغيير نحو الأفضل والأحسن، لكن إن أردت أنت ذلك. والله الموفق.