لا أعرف إن كانت مشكلتي تحتاج إلى استشارة أم أن الطلاق هو الحل الوحيد مع هذا الزوج؟ فمنذ أربع سنوات من زواجنا، وأنا أعيش في صراع دائم معه حول الزيارات العائلية، في البداية كان يذهب معي بصعوبة لزيارتي عائلتي، لكن لم يمض العام الأول حتى بدأ يرفض زيارتهم تماما، وحتى إن أتوا إلى زيارتي، لا يستقبلهم بشكل جيد، مما أثار غضب والداي وإخوتي، وقاطعوني منذ سنتين، وحينما أفاتحه في أمر الزيارة يغضب، وينشب بيننا صراع دون أن يعطيني أي مبرر لتصرفاته، إلى درجة أني مؤخرا بدأت أفكر في الطلاق، لكن المشكلة التي تعيقني هي الطفل الذي بيننا، والذي لم يتجاوز عاما ونصف بعد، وللإشارة، فعند ولادتي لابني، اجتمع إخوتي في يوم واحد، ولم تتجاوز زيارتهم ساعتين، وقالوا إنهم أتوا فقط ليشاركوني فرحة المولود، وأن زوجي أصبح الحاجز في زيارتهم لي، أنا أعذرهم لأني رأيت تصرفات زوجي السيئة معهم، وغالبا ما يغيب عن المنزل، إلى أن تنتهي فترة زيارتهم. لا أجد أحدا أشكي له الأمر من عائلته، لأنه فقد والديه منذ زمن، وعلاقته بإخوته ليست جيدة، ولم نزر يوما أحدا منهم سوى في يوم زفافنا، حيث اجتمعت العائلتان، ومنذ ذلك الوقت، لا أحد يعرف عن الآخر شيئا، بصراحة، أعيش في حيرة كبيرة، لأنه يتعامل معي بشكل طبيعي، ولا تسيء تصرفاته إلا حينما أذكر الزيارات العائلية، هل من حل لفك هذا المشكل، أم أن الطلاق هو السبيل الوحيد؟ خديجة ـ الناظور ـ *** قومي بدور رسول السلام بين أهلك وزوجك الأخت الكريمة: الطباع هي من أعقد المشكلات بين الزوجين، يتمكن من مواجهتها من يحسن سبر أغوار النفوس، ولا يمل من المحاولة، ومدار مشكلتك يرجع كما فهمت إلى طبع حاد عند زوجك، بدليل أنه لا يسيء معاملة أهلك فقط، بل علاقته فاترة مع أهله أيضا كما بدا في سؤالك. عموما؛ مشكلتك لم تصل إلى المدى الذي لا حل معه إلا الطلاق، لاسيما أن زوجك لا يسيء معاملتك كما ذكرت، ولا يمنعك من صلة رحمك، أنصحك بالآتي: ـ حاولي الإكثار من الحوار والنقاش مع زوجك لقضية علاقاته الاجتماعية عموما، دون التركيز على علاقته بأهلك، واستميلي عقله إلى أهمية العلاقات الاجتماعية الناجحة، في إسعاد الإنسان وفي إحسان التربية، وفي البعد الديني .... ـ حاولي الاستماع الجيد إلى ما يزعجه في بعض العلاقات، مستنتجة أسباب المشكلة. ـ حاولي الفهم حتى يسهل عليك التفهم. ـ احرصي على علاقتك بأهلك، وابذلي جهدا مضاعفا لإرضائهم، وكأنك تنوبين عنه فيما هومقصر فيه، شاركيهم أفراحهم، أكرميهم، لاتبخلي عليهم بالهدية، لاتدافعي عن زوجك أمامهم، وأشعريهم أنه ليس بديلا عنهم، ولكنه قدرك الذي بالحفاظ عليه تحافظين على استقرار بيتك، وخاصة نفسية طفلك. ـ أشركي أحدا من أسرتك يقدر ظرفك، ويقوم بدور الملطف للأجواء، ويقوم بتنبيهك إلى ما يجب أن تنتبهي إليه، من واجبات اتجاه أهلك إرضاء لهم، وتطييبا لخاطرهم. ـ قومي بدور رسول السلام بين أهلك وزوجك، وأبلغي أهلك كلمة طيبة كأنها من زوجك، حتى ولو لم تصدر منه حقيقة، والعكس صحيح، وكذلك الشأن بالنسبة للالتفاتات والمبادرات والهدايا ، عبري عن بعض الأمور التي يحتاج زوجك أن ينتبه إليها اتجاه أهلك بذكاء، ودون إحراج. وأخيرا ثقي أن القلوب لاتستقر على حال، فكم من بغض تحول إلى مودة كبيرة، فلا تيأسي واستعيني بالله والله الموفق.