أكدت عائلات قادة الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر المعتقلون في السجون الإسرائيلية أن ذويهم المعتقلين يمنعون من الاتصال بذويهم وزيارتهم ورؤيهم، فيما لا تزال المحاكم الإسرائيلية تماطل في قضيتهم. وتقول عائلات هؤلاء المعتقلين إنها تحاول التأقلم في غيابهم، وتعويد أبنائهم على العيش بشكل طبيعي أثناء حبسهم، مؤكدة أن الشرطة الإسرائيلية تفرض قيودا مشددة على زيارتهم التي تتم مرة كل أسبوع. هجمة عالمية وتقول أم عمر زوجة الشيخ رائد صلاح إنها اعتقال زوجها في الثالث عشر من شهر مايو من العام الماضي لم يكن مفاجئا لها في ظل الهجمة العالمية على الإسلام، مشيرة إلى أنه "أعطي جل وقته قبل الاعتقال للحركة الإسلامية، ولخدمة الجمهور". وأضافت أن أبناءها شعروا بأمر غير طبيعي مع بداية اعتقال الشيخ رائد صلاح، ثم مع مرور الوقت تقبلوه رغم حاجتهم إليه في مواقف كثيرة. وعما إذا أثر اعتقال الشيخ رائد صلاح على الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر قالت أم عمر: الإسلام ربانا على مبادئ وأسس، و نحن أتباع مبادئ ولسنا إتباع أشخاص ..يضايقني جدا أن يقال ذهب الشيخ و ذهبت معه الدعوة، وحسب إطلاعي على نشاط وعمل الحركة الإسلامية فكل شيء طيب جدا وضعها جيد ومطمئن ويسير على قدم وساق، وغياب الشيخ لم يؤثر عليها، بل إن هذه الدعوة ربانية، واعتقال الشيخ حفّز الاخوة في الحركة وأدخلهم في وضع تحد وإصرار على العمل. وأثنت على النشاطات و الفعاليات الاحتجاجية التي تنظمها اللجنة الشعبية للدفاع عن المعتقلين، موضحة أن " اللجنة الشعبية قدمت كل ما يمكن ومستطاع. وذكرت أم عمر أن اتجاه قضية المعتقلين غامض ومبهم لان القضية سياسية، ضمن حملة شرسة على الإسلام، معربة عن خيبة أملها من الموقف العربي الذي " يحركه السيد الأمريكي وفق مصالحه" حسب تعبيرها. لا يقصر في واجباته وعن حياته في المنزل تقول زوجة الشيخ رائد صلاح: كان يحاول أن لا يقصر في أي جانب من الواجبات العامة، حتى لو كان على حساب بيته، ومصلحة الجماعة والشعب، كانت فوق مصلحة البيت والعائلة، كان أحيانا يعدنا أن يأخذنا لزيارة قريب في المستشفى أو للمسجد الأقصى، وكان ينشغل بأشياء أخرى تهم الدعوة وكانت تحصل أحيانا بيننا نقاشات في البيت نتيجة لذلك فكان يقول لي (احتسبي أجرك عند الله) و في بداية زواجنا كنت (أعصّب) لكن بعد ذلك تعودت وتفهمت وضحيت. وأضافت: كان عنده سرية تامة في عمله وكنت أرى الدموع في عينيه، كما عطي كل وقته للدعوة والحركة والبلدية. وقالت أم عمر إنه في ظل الحملة الشرسة، على كل ما هو إسلامي، وخاصة رموز الحركات الإسلامية في كل بقعة على وجه الأرض، فلم يكن الاعتقال مفاجئا لي بل المفاجئ اكثر ان الأمر تأخر جدا. القتل أو النفي وتابعت: هذا طبيعي جدا لكل شخص حمل هذا اللواء ان يتوقع اما القتل وأما النفي وأما السجن . وطبيعي جدا ان يأتي هذا الاعتقال في ظل ما يخطط للمسجد الاقصى المبارك. وهذه سياسة مدروسة للقضاء على الاسلام فهم يعتقدون ان حبسهم او قتلهم او طردهم سيقضي على الاسلام لكن الله وعد برفع رايته عالية خفاقة وكلما اشتدت الامور كلما اصلب عود الحركات اكثر. وعن المعاملة التي تتلقاها عائلته في زيارته قالت: الزيارة تتم كل أسبوع مرة والوضع في سجن (اشمورت) أسوأ بكثير مما هي عليه في سجن (الجلبة) الذي كانوا فيه أولا . و عندما نزورهم في أشمورت اليوم نرى خيالهم من بعيد، ولا نسمعهم او يسمعوننا جيدا عند الحديث، لان هناك حاجزا بيننا من ثلاث طبقات، ويدخلوننا الى غرفة محكمة الإغلاق وصغيرة الحجم، مع حراسة شديدة ..فلا تعرف من هو المعتقل نحن ام هم.. و بسبب التقييد والتفتيش الشديد، لدى الزيارة فقد رفض الأولاد وخاصة "عمر والقعقاع" زيارة والدهم، مؤخرا لان الأمر يترك آثارا نفسية وسلبية سيئة عليهم. وشدد أم عمر على أن زوجها الشيخ رائد صلاح يتمع بالإصرار والثبات وعدم التنازل، ومهما اشتد الليل فسيأتي بعده النهار. حفظ القرآن من جهتها قالت أم أنس زوجة المعتقل الدكتور سليمان أحمد اغبارية إن زوجها المعتقل يكثر في السجن من قيام الليل وحفظ القرآن وجلسات الذكر، مضيفة أنه قبل اعتقاله "لم يكن يتواجد في البيت كثيرا، لكن هذا غيابه ترك فراغا كبيرا جدا، في كثير من المواقف". وأضافت أن "عائلته في البداية كانت تعد الأيام والأسابيع واللحظات، لكن الأمر أصبح شيئا عاديا نستمد القوة من الله، ونقول :الحمد لله على كل حال". موضحة أن الأولاد باستمرار يسألون عن والدهم ومتى سيخرج من السجن. وعن حياتها معه تقول أم أنس: الكل يلومني على تأثري الشديد بسجن ابو أنس، ولهم أقول: لو يعرفون من هو ابو انس لكانوا يعذرونني، فهو نعم الزوج، ولم يكن زوجا فقط، لقد كان الملجأ الذي ألجأ إليه عندما اشعر بأي ضيق، أو همّ ..كان يتفهمني جدا، ورغم غيابه الكبير عند البيت لكني اعترف بأنه كان يشاركني في كل صغيرة وكبيرة، ولو عبر الهاتف، ولم يكن يقصر في شيء وكان حريصا جدا ان تكون التربية الإسلامية للأولاد منذ نعومة أظفارهم . جوائز للأبناء وتابعت: خلال الزيارة له قبل أسبوعين اخرج لي ورقة صغيرة وعليها أسئلة لكل ولد من أولادنا، وهي أسئلة صعبة بحاجة الى بحث ودراسة وكل من يجيب على الأسئلة يأخذ مائة شيقل(الدولار 6,4 شيكل) وكان يحب ان يرفه عن أولاده، حتى لو كان مشغولا . لقد كان يأخذهم معه للجنة الإغاثة، وخلال الزيارات دائما يسأل عن قيام الليل، وحفظ القرآن وجلسات الذكر في البيت. وأضافت أم أنس أنها كانت تتوقع اعتقال زوجها "لأن الطريق الذي سار فيه صعبا، و لانه درب الشرفاء والصادقين فكان يسمعني دائما :توقعي الاعتقال لان الطريق شاق، ولان هذه الحملة الشرسة على الحركة الإسلامية هي جزء لا يتجزأ من الحملة على الحركات الإسلامية ككل". وعن ظروف اعتقاله قالت: أنا مع أبي انس منذ عشرين عاما، اكتشف إني لم أكن اعرفه بهذه الصلابة، اشعر انه صابر وشامخ كالجبل، وأنا استمد المعنويات العالية منه، بدل أن أصبّره فهو الذي يصبّرني، حتى قال لي ذات مرة (والله أنا في جنة الله على الأرض) ..فعلا ابو انس قوى جدا لم أكن اعرفه بهذه الدرجة، الشعور الإيماني في السجن لم يشعر به من قبل خاصة حفظ القرآن وقراءة الكتب. اتجاه سياسي وأكدت زوجة المعتقل ناصر خالد (أم محمد) من جهتها أن قضية المعتقلين تتجه باتجاه سياسي وأنها تهيئ نفسها وأولادنا لكل شيء. وعن شعورها بغيابه قالت: كما هو الوضع عند باقي اسر رهائن الأقصى، وكما تعلمون السجن يختلف عن غياب المسافر، فهو يترك حسرة وحزنا وألما على الفراق من قبل أهل البيت، ونحن نحاول ان نسد هذه الثغرة التي تركها زوجي ناصر قدر المستطاع. وأضافت أن ابنيها جنى ومحمد استقبلا خبر اعتقاله بصعوبة، لكنهما تجاوزا تلك المرحلة. وقالت: بالرغم من ذلك نعد اللحظات والساعات والأيام الأسابيع التي يغيبها زوجي بصبر نبتغي من وراء ذلك ثواب وجزاء الله تبارك وتعالى، وبالنسبة لمحمد الصغير وجنى فبرغم من أنهم اطفال إلا أنهم دائما يسألون عن ابيهم وهم بحاجة اليه مهما حاولنا أن نبرر لهم غياب والدهم . وتابعت: لا اخفي عليك أني استشرت عاملة اجتماعية حول كيفية التصرف مع أطفالي بنفسية صحية والآن هم يتعاملون وكأن والدهم موجود من خلال الصور المعلقة على جدران البيت، وعندما يريدون سماع صوته فيتصلون بهاتف البلدية ليسمعوا صوت والدهم عبر التسجيل الصوتي في البلدية. وقالت أم محمد إن زوجها ناصر "خير زوج، وينطبق عليه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:" خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"..هو الزوج الحنون الطيب، الذي أعاننا دائما على تأدية واجبنا تجاه الله عز وجل، ثم تجاه أبنائنا، أقول، من أراد شيئا لله بارك الله له في وقته". ذنبه مساعدة الأيتام أما الحاجة رقية الحاج نمر، والدة المعتقل توفيق عبد اللطيف (الصوفي) فقالت إن ذنب ابنها المعتقل أنه "أشفق على اليتيم والمسكين والأسير". وأضافت: "توفيق ليس ابني فقط، فهو يقوم مقام والده المتوفى في البيت، وهو الأخ والابن والأب، وكل شيء، لأنه كان يعيش معي واخونه الآخرون، متزوجون، لذلك اعد الأيام التي يغيبها بالساعة وبين الزيارة والأخرى، أسأل أولادي ما هو اليوم وغدا حتى يأتي يوم الزيارة، رغم إني لا اسمع صوته جيدا في السجن بسبب الحواجز الكثيرة التي يضعونها بيننا". وتابعت: عندما أزوره أقرأ في عينيه انه بريء، وغير مذنب، وكل ذنبه انه أشفق على اليتيم والمسكين والأسير، فارضي ربه عز وجل وعندما أراه بجانبي ويواسيني ويطمئنني ورغم ذلك اقرأ في عينيه ما يجول في صدره فالسجن ..قبر الحي". صورته حاضرة من جهتها أكدت الحاجة لطيفة، والدة المعتقل محمود ابو سمرة أنه اعتقال قادة الحركة الإسلامية جاء لأنهم "أطعموا المساكين والفقراء" موضحة أنه "كان يساعد الناس جميعا، يذبح لهم الخراف أمام بيته، ويدخل اللحوم الى السجون للمعتقلين من الأبواب وليس من الشبابيك، وأيضا إدخال الملابس". وأضافت: "في إحدى الزيارات ادخل ابنه محمد الصغير إصبعه داخل المشبك ليقبله والده وفي الزيارة التالية أغلق المشبك". مشيرة إلى أن أبناءه طوال النهار يقبّلون صورته. وتضيف الحاجة لطيفة قائلة:" أتوقع ان يعود أولادنا في كل لحظة، هم سجنوهم لاستهداف المؤسسات الإسلامية والاستفراد بها بدونهم . وتابعت: اذكر محمود كيف كان يجلس على شرفة منزله يقرأ الصحفية .اذكره كيف كان ينزل عن الدرج ويذهب للمسجد، لم نتوقع ان يسجن لأنه لم يخالف في أي شيء، فكل شيء عنده منظم ومرتب.. ابنه محمد أصبح يعرف إجراءات التفتيش لدى زيارة والده في إحدى الزيارات مد محمد إصبعه في احد ثقوب المشبك الذي يحجز بيننا وبينه فبدأ والده بتقبيله في إصبعه، وفي الزيارة التالية له ذهبنا فإذا هم قد أغلقوا الثقوب في الحاجز ..والحمد لله معنوياته عالية. فلسطين – عوض الرجوب