حققت زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى تونس من 28 إلى 30 أبريل 2008 أهمّ أهدافها خاصة بالنسبة إلى الطرف الفرنسي. فقد أبرمت الحكومتان صفقة طائرات أيرباص تقدر بمليار يورو وبناء مركز لتوليد الكهرباء بالجنوب التونسي مقابل 360 مليون يورو، وبناء مركز للطاقة النووية المستخدمة في المجال السلمي. كما تم إسناد قروض بلغت 138 مليون يورو لتونس في عدة مجالات وتوقيع اتفاقيات للتعاون الفني والبشري. وتعتبر فرنسا أول حريف وأول مزود للجمهورية التونسية وتحتل الاستثمارات الفرنسية في تونس المرتبة الأولى. كما تعد فرنسا من بين أهم الشركاء الماليين لتونس من حيث القروض المسندة إلى تونس. ويفد إلى تونس سنويا أكثر من مليون سائح. ويفوق عدد الجالية التونسية المقيمة بفرنسا نصف مليون مهاجر. وهذه هي الزيارة الثانية من نوعها في أقل من عام، حيث زار ساركوزي تونس في تموز (يوليو) الماضي، أسابيع قليلة بعد انتخابه. وكان ساركوزي قد أطلق مشروعا لإنشاء اتحاد متوسطي . وعبّر الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في عديد المناسبات عن تحمسه لهذا المشروع. و من المنتظر أنّ تونس سوف تحتضن مقر الأمانة العامة الدائمة لهذا الاتحاد. من جهة أخرى تطلعت الأوساط الحقوقية التونسية والدولية أن يساهم ساركوزي في الضغط على حكومة الرئيس زين العابدين بن علي من أجل حلحلة المشكلات المتعلقة بحقوق الإنسان، خاصة منها المساجين السياسيين ووضع المنظمات غير الحكومية وحرية الصحافة وغيرها، إلاّ أنّ ساركوزي أدلى بكلمة مثيرة في ضيافة الرئيس بن علي قطع بها حبل الانتظارات مفادها جئت ضيفا ولا أجد سببا في وضع نفسي في مقام إعطاء دروس لأحد . وبذلك حدد ساركوزي أولوياته والتي يلخصها الخبير الاقتصادي التونسي عبد الجليل البدوي في: فتح الأسواق وتوسيع المجال الفرنسي في المنطقة. وذلك في مقابل قابلية تونسية وحماسها لأية مشاريع قادمة من الغرب.