اعتبر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في نهاية الاسبوع أن تصريح الرئيس نيكولا ساركوزي حول تقدم الحريات في تونس خلال زيارته لها قبل أيام لم يكن في محله. وقال كوشنير إن هذه الجملة كانت في غير محلها، وأضاف بعيدا عن هذه الجملة نعم، الأمور في تونس تسير بشكل أفضل من غيرها في دول أخرى وخاصة في المنطقة، ولكنها غير كافية ويجب الإشارة إلى ذلك، في رده على سؤال في مقابلة لإذاعة (فرانس انتر) حول تصريح ساركوزي في تونس، الذي أثار جدلا واسعا في فرنسا وفي أوساط المدافعين عن حقوق الإنسان. ورأى رئيس الدبلوماسية الفرنسية أن انتهاك حقوق الإنسان في تونس خطيئة طفيفة نظرا لما يحدث في العالم، وقال هناك كتاب ضخم تصدره هيومان رايتس وتش (منظمة حقوق الإنسان) سنويا وتشير إلى حالة حقوق الإنسان في العالم وتونس لا تظهر في هذا الكتاب، منوها في الوقت نفسه الى أن بلاده يجب أن تكون أكثر اهتماما بقضية حقوق الإنسان في المستقبل. وقد أنهى الرئيس الفرنسي زيارة استمرت ثلاثة أيام نهاية الشهر المنصرم لتونس بتوقيع صفقات ضخمة جاوزت الملياري يورو في عدة مجالات من بينها بيع 91 طائرة إيرباص إضافة لاتفاقيات في مجال الهجرة والتعليم العالي، وبإشادة واسعة بسجل تونس في مجالي مكافحة الإرهاب والحريات. وأعرب معارضون تونسيون عن استيائهم من عدم إثارة ساركوزي لقضية حقوق الإنسان خلال زيارته لبلادهم معتبرين انه غلب مصلحة فرنسا الاقتصادية.