اعتبرت مصادر عليا أن المغرب حقق مكاسب كبيرة يوم الأربعاء 30 أبريل 2008 في مجلس الأمن، وقال مصدر مسؤول في لقاء مع الصحافة الوطنية، يوم الأربعاء 30 ابريل 2008، حول التطورات الأخيرة لقضية الصحراء إن المملكة المغربية سجّلت نصرا لقضيتها، وأضاف كنا نتريث لكن الآن يمكن أن نفخر بكل واقعية بفضل جهود جلالة الملك، وجهود الدبلوماسية المغربية، وجهود الأمة المغربية. وأكد أن ما تحقق هو انتصار واضح وتطور ايجابي جدا، ومكتسب يجب حمايته، داعية في الوقت نفسه إلى حفظ ماء وجه الجزائر والحرص على إشراكها في تسوية النزاع. وأبرزت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن اسمها، أن قرار مجلس الأمن 1813 الذي صدر يوم الأربعاء 30 أبريل 2008 عن مجلس الأمن بعد معركة ساخنة بين مؤيدي المغرب وخصومه، شكل تجاوبا مع الحق المغربي ومع فلسفة الحكم الذاتي الذي يقترحه لحل مشكل الصحراء، ووصفت عرض المبعوث الشخصي للأمين العام بيتر فان فالسوم أمام مجلس الأمن، بأنه كان تصريحا قويا، جاء بعد تجربة وأشواط ومفاوضات وزيارات قام بها للمنطقة، والذي عبّر بشكل علني أن خيار الاستقلال ينبغي استبعاده لأنه غير ممكن وغير واقعي، وطلب أن تستمر المفاوضات بوضع مطلب الاستقلال خارجها. وأوضحت المصادر ذاتها أن رد فعل الجزائر كان عنيفا وتجاوز كل الحدود، حيث تم الطعن في شخص بيتر فان فالسوم واتهامه بالتواطؤ، وبأنه لا معرفة له بملف الصحراء، واعتبرت أن هذه الاتهامات ليست سوى تأكيدا للاستراتيجية الجزائرية والمدعمة بأموال وإمكانات هائلة، داخل الجزائر وخارجها، والتي صعدت من تحركاتها على مستوى أمريكا وأوربا، خاصة في فرنسا، ودافعت عن البوليساريو ككيان وطني، له حضور ومؤسسات شرق الجدار الأمني. واعتبر المصدر أن مكاسب المغرب تمثلت في أربع، أولا توصية مجلس الأمن، بالشروع في مفاوضات عميقة بواقعية وتوافق، وثانيا وصفه الجهود المغربية بالمصداقية والجدية، وثالثا تجديد الدعم لفالسوم في الوقت الذي طالبت الجزائر باستقالة الأخير، ثم رابعا تمديد بعثة المينورسو لمدة سنة كاملة، وذلك بعد سنوات طويلة من اعتماد التمديد لـ 6 أشهر، فضلا عن دعوة الأطراف المجاورة إلى أن تتعاون فيما بينها، وأشار إلى أنه باستثناء مواقف جنوب افريقيا وبنما وكوستاريكا، هناك دول من الجنوب، تناصر المغرب في قضيته مثل أندونيسيا فضلا عن التطور في موقف كل من روسيا والصين، العضوين الدائمين في مجلس الأمن، حيث قالت الجهات المسؤولة أن روسيا التي تؤرقها قضيتي الشيشان وكوسوفا، باتت تنحو نحو عدم فرض أي حلّ على طرفي النزاع في الصحراء، كما أن الصين بدورها لا تريد اتخاذ أي موقف يسبب لها مشكل مع أي من الطرفين. وبخصوص الجولة الخامسة من المفاوضات، أعلنت المصادر أن المغرب ينتظر دعوة من الأمين العام للأمم المتحدة في هذا الصدد، وقالت إننا نأمل أن تلتقي الأطراف في الجولة المقبلة على أساس أرضية محددة للتفاوض، هي أرضية الحكم الذاتي، طبقا لروح القرار الأممي الصادر ,1813 غير أنها لم تستبعد أيضا أن تقع تطورات قبل الوصول إلى هذه الجولة، منها أن تطالب الجزائر مثلا بتغيير الوسيط الأممي فالسوم، وأن تصعّد جنوب افريقيا من معارضتها، حيث باتت تتحدث في الملف وكأنها تمثل افريقيا بكاملها في طموح لقيادة القارة وهو ما تفتقد لشروطه بمواقفها الأخيرة المعادية للمغرب. وعن ملف المحتجزين في مخيمات تيندوف، ومدى وجود آلية لتيسير التحاق من يوجد بالمخيمات بأرض الوطن، قالت المصادر ذاتها إن يتطلب القيام بإحصاء للمحتجزين هناك، وفرز من هو مغربي بينهم، وأكدت أن القيام بهذه الإجراءات لن يكون معزولا عن إجراءات تدابير بناء الثقة بين المغرب والبوليساريو، والتي من بينها الاستمرار في تبادل الزيارات العائلية، بتجاوز النقل عبر الطائرات، واعتماد النقل البرّي، وإن كان ذلك سيطرح إشكالا على مستوى الحدود البرية بين المغرب والجزائر، وأشار مصدر مسؤول أن البوليساريو تتحدث عن وضعية صعبة بتندوف، لكنها في الوقت ذاته تنظم احتفالات ضخمة في تفاريتي. وتطرقت المصادر ذاتها إلى قضية فتح الحدود بين المغرب والجزائر، حيث أشارت إلى التطورات التي حصلت، منذ تصريح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لوكالة رويترز، حيث قال إن فتح الحدود ممكن، وهو التصريح الذي تلقته وزارة الخارجية المغربية بإيجابية، وأصدرت على إثره بيانا اليد الممدودة إلى الجزائر، غير أن ردود فعلها كانت متشنجة، لأسباب مختلفة، من بينها ما يرتبط بمشكل الصحراء، وفشل جولة 4 المفاوضات في منهاست. غير أن تصريح بوتفليقة في صحيفة العرب الدولية بعد ذلك، قال نحن رهينوا إغلاق الحدود ونحن ضحايا لها، وفتحها مرتبط بالمقاربة الشمولية، وعلّقت المصادر بالقول أن كل من نلتقي بهم يقولون إن الجزائر ليس لها جواب، وأشارت إلى أن الملف طرح أيضا في القمة العربية الأخيرة، فليست مشاكلنا بسبب إسرائيل فقط، على حدّ قوله المصدر، مضيفا أن الجزائر تريد الدخول إلى منظمة التجارة العالمية، في حين هي ضد فتح الحدود، ليستنتج أن قرار الإغلاق مرتبط بعقلية وثقافة جزائرية. وقال المصدر أن المغرب ينطلق في تدبير ملف الحدود من مقاربة تعتمد الواقعية واليد الممدودة، وإن كان البعض يعيبها، واعتبر أن في ذلك نوع من الاستجداء، وأكد المصدر أن المغرب يرمي من خلال ذلك إلى الحرص على عدم إحراج الجزائر وأن نمد اليد الممدودة، وننتظر من الإخوة الجزائريين أن يمدوا يد المساعدة لإنجاح هذه المفاوضات، وقال إن ذلك نابع من الحرص على حفظ ماء وجه الجزائر والبوليساريو.