السلام عليكم ورحمة الله: مشكلتي عويصة شيئا ما، أنا أبلغ من العمر 30 سنة اكتشفت أن زوجي الذي يبلغ من العمر 36 لديه علاقات مع فتيات كثر، كنت أشك في تصرفاته حينما نخرج معا، وأرى نظراته تتبعان الفتيات في الشارع، لا أنكر أني أشعر بالغيرة لكنني أضبط أعصابي ولا أجعله يشعر بشيء، ومؤخرا أصبح يكثر الخروج وحده، وكلما أراد طفلينا الخروج يتهرب ويقول لي: اخرجوا وحدكم لأنه عندي ارتباط مع بعض الأصدقاء، كما أنه أصبح يخفي عني هاتفه، ولا يجيب عن المكالمات أمامي.. أعيش في حيرة دائمة من تصرفات زوجي الغريبة ولا أعرف كيف أتصرف حيال الأمر، أرجوكم أخبروني كيف أجعله يقلع عن هذه العادات دون أي يثير بيننا ذلك أية مشاكل؟ زينب ـ فاس ـ *** جددي حياتك الزوجية أولا أحييك أختي على رد فعلك الإيجابي اتجاه الصدمة التي تعيشينها مع زوجك وهذا سيساعدنا كثيرا على تلمس الحل الناجع لمثل هذه المواقف، أنا أتفق معك أن هذا الانحراف الديني والاجتماعي غير مقبول من زوج له بيته وله أبناؤه، ومعالجته تحتاج منك إلى صبر واكتساب مهارات زواجية للتعامل مع هذا الانحراف، من هذه الأمور: أولا: أنصحك بأن تكون لديك رسائل ولو غير مباشرة يحس من خلالها زوجك بتضايقك من تصرفاته هاته لكن دون الوصول إلى كسر ذلك الحياء والخوف الداخلي الذي بداخله لأن هذا سيعطيه المبرر لكي يتمادى في أعماله المشينة هذه، وحاولي من خلال هذا الأمر أن تحاصريه وأن ترسلي هذه الرسائل التي تحدثنا عنها وهي رسائل في الغالب غير شفهية وإنما من خلال تصرفاتك، من خلال أفكارك، من خلال ردود أفعالك، كلها تشير إلى أنه لا بد من الإقلاع عن هذه العادة القبيحة. ثانيا: حاولي أن تجددي حياتك الزوجية من خلال تجديد محببات الزوج، خاصة من الكلمة الطيبة ومن المظهر الحسن ومن الترفيه العائلي والأسري، حاولي أن تضعي وإياه برنامجا للترفيه والخروج معا، لكي تعوضيه أو تملئي عنه هذا الفراغ. بطبيعة الحال سيكون رد فعله في الأول سلبيا لكن حاولي أن تقنعيه بشكل مهذب، بضرورة إعطاء وقت أكثر لك أنت ولبيته ولأبنائه لكن دون الدخول في طرح المشكل بشكل مباشر. ثالثا: ركزي أكثر على الجانب الديني من خلال بعض الأشرطة أو القنوات الملتزمة التي تبلغ مجموعة من الرسائل التي تتحدث عن مثل هذه الانحرافات. أيضا ليكن بيتك بيتا تظهر فيه معالم الالتزام الديني سواء منك أنت أو من أبنائك، وفي هذا الإطار لا تنسي الدعاء إلى الله عز وجل والالتجاء إليه كي يقلع هذا الزوج عن مثل هذا التصرف. رابعا: حاولي أن توسعا دائرتكما الاجتماعية وخاصة من أصدقاءه المحببين إليه، تتعرفين على زوجاتهم وتضعان لكما برنامجا اجتماعيا يملأ عليكما هذا الفراغ. خامسا: إذا تمادى الزوج في انحرافه هذا فلا بد من مواجهته بالحقيقة وفتح حوار جدي في هذا الموضوع بينك وبينه بشكل ليس فيه انزعاج أو فيه رغبة في الانتقام لكن لا بد من مواجهته فآخر الداء الكي.