بعد كل تدخل لرجال الأمن ضد المتظاهرين سواء في وقفات احتجاجية أو لتفريق المعطلين حاملي الشهادات، يسقط الضحايا وتستدعي إصابات بعضهم نقلهم علي وجه السرعة للمستعجلات، وقد اضطر أخيرا أحدهم لإجراء عملية جراحية بعد تلقيه ضربة قوية في الرأس، كما فقدت امرأة جنينها بعد تلقيها ضربات من رجال القوات المساعدة إثر تصديهم لوقفة احتجاجية نظمها عمال إحدى شركات النقل اجتجاجا علي تسريحهم من عملهم. وبالنظر لحصيلة هذه التدخلات وكثرتها، يطرح التساؤل عن الغاية من استعمال العنف في التعاطي مع الوقفات السلمية التي يهدف أصحابها إما الاحتجاج عن حيف لحقهم، أو تحسيس المسؤولين بحجم معاناتهم أو للتعبير عن موقف في قضية وطنية أو دولية كما في قضية فلسطين أو العراق، وهل إن كان ولا بد من تفريق وقفة من وسيلة سوى الإفراط في استعمال القوة. صحيح، أن في كل البلدان تستعمل القوة للحفاط علي الأمن العام أو للتصدي لكل من يريد الاعتداء على ممتلكات الدولة أو مصالح الناس. لكن لا مبرر لاستعمالها في غير محلها، أو بدافع الانتقام.