استجوبت الشرطة الفرنسية، يوم الثلاثاء 8 أبريل 2008، أربعة شبان كانت أوقفتهم الإثنين الماضي في إطار التحقيق في تدنيس 148 قبرا لمسلمين في مقبرة في شمال فرنسا، وفق ما علم من مصدر مطلع على التحقيق. وحسب وكالة الأنباء الفرنسية، فإن هؤلاء الشبان قد يكونوا على علاقة بجماعة حليقي الرؤوس، التي ينتمي إليها ثلاثة شبان كانوا أدينوا بتهم مماثلة في المكان ذاته قبل عام. وكانت قبور الملسمين في مقبرة نوتر دام دي لوريت قرب أراس شمال فرنسا، قد تعرضت لتدنيس من قبل مجهولين، كتبوا عليها عبارات عنصرية ومهينة، تستهدف الإسلام، وتنطوي على شتم لوزيرة العدل الفرنسية رشيدة داتي ذات الأصول المغاربية. كما عثر على رأس خنزير معلقا عند شاهد قبر. وفي رد فعله على الحادث، أعرب وزير الشؤون الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير، الإثنين الماضي، عن امتعاضه الشديد من واقعة تدنيس 148 قبرا لمسلمين بالمقبرة العسكرية، وأشار إلى أن مرتكبي هذه الأفعال لا يمثلون في شيء الشعب الفرنسي الذي يكن الامتنان والاحترام اللازمين للعدد الكبير من المسلمين الذين حاربوا إلى جانب فرنسا خلال الحرب العالمية الأولى. ونقلت وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية عن المسؤول الفرنسي قوله إنه بارتكاب هذه الأفعال فقد وسموا أنفسهم بالعار، لكنهم لا يمثلون في شيء الشعب الفرنسي. وجاءت عملية التدنيس هذه التي أثارت إدانة وسخطا في فرنسا، بعد نحو عام من أحداث مشابهة في المقبرة ذاتها التي تضم 576 قبرا في القسم المخصص للمسلمين فيها. وفي ليلة 18 الى19 أبريل2007 تم اكتشاف كتابات ورسومات نازية على 52 قبرا. وحكم على شابين يبلغان من العمر 18 و21 عاما، بالسجن عامين بعد إدانتهما في هذه القضية كما حكم على قاصر (16 عاما) بالسجن سبعة أشهر بينها خمسة أشهر ونصف الشهر مع وقف التنفيذ.