أثارت فتوى للعلامة الدكتور يوسف القرضاوي أصدرها يوم الأربعاء 9 أبريل 2008 بعدم وجود حرج من تناول المشروبات التي تحتوي على نسب ضئيلة من الكحول المشكلة بشكل طبيعي بسبب التخمر ، ردود فعل شعبية وإعلامية، حيث اعتبرها رئيس تحرير الشرق القطرية مادة إعلامية فقط. ففي سؤال وجهته جريدة العرب القطرية للدكتور يوسف القرضاوي حول رأي الشرع في تناول مشروبات طاقة تتضمن نسبا ضئيلة من الكحول، قال إن وجود ما نسبته خمسة في الألف من الكحول لا أثر له في التحريم، لأنها نسبة ضئيلة جدا، خاصة إذا كانت بفعل التخمر الطبيعي، وليست مصنعة، ولذلك لا أرى حرجا من تناول هذا المشروب . وأضاف أن الشريعة الإسلامية شريعة واقعية، ومن واقعيتها هنا أنها وضعت قاعدة مهمة جاء بها الحديث الشريف، وهي أن ما أسكر كثيره، فقليله حرام ، وأن أي إنسان شرب من هذا المشروب ما شرب فلن يسكره، ولذا لا يحرم القليل منه . وحول تنصيص الهيئات المشرفة على مراقبة الأغذية على نسب الكحول في الأغذية، اعتبر الشيخ القرضاوي هذا التنصيص أمرا جائزا ولا حرج فيه حتى يعرف الناس الحقيقة، ولا يصدقوا الشائعات التي يروجها بعض الناس أحيانا لأغراض شتى، وبيان الأمور على حقيقتها لا ضرر فيه بحال . يذكر إلى أن هيئة المواصفات والمقاييس القطرية أجرت تحاليل حول مشروبات طاقة في قطر واستخلصت وجود نسبة كحول في أحد أنواع هذه المشروبات، وقد سمحت الهيئة بما نسبته 0.05% كحد أقصى من الكحول في المنتجات الغذائية، مؤكدة أنها نسبة طبيعية تتشكل بفعل التخمر وليست مصنعة. وأشار الشيخ القرضاوي إلى أن هذه النسبة من الكحول وما في حكمها، إذا أضيفت عمدا إلى المشروب لغير حاجة صحية أو طبية أو نحو ذلك، فإن من أضافها يأثم على ذلك، وإن لم يكن مؤثرا في إباحتها لشاربها، معتبرا أن إضافة أي شيء حرام بنسبة قليلة عمدا لا يجوز، وإن كان آكلها لا شيء عليه. وفي رد فعل على هذه الفتوى، قال رئيس تحرير الشرق القطرية عبد الله عبد الرحمان آل محمود إن فتوى الشيخ القرضاوي ستفتح الباب لمن تسول لهم أنفسهم شرب المشروبات التي تحتوي على نسب قليلة من الكحول، وحجتهم أن النسبة لم تحدد في القرآن ولا في السنة، وما دام عالم بوزن القرضاوي قد أفتى بجوازها فلِمَ لا نشربها . وأضاف آل محمود في مقال نشره بالشرق يوم الخميس 10 أبريل 2008 تحت عنوان فتاوى شرعية أم مواد صحفية أن الفتوى أثارت بلبلة في مجالس الناس، كنا وكان الشيخ في غنى عنها، وجواز فضيلته على افتراض أن الكحول ناتج عن تخمر طبيعي وبنسب ضئيلة 0.05% لا تسبب السكر، فإن عملية التخمر إذا كانت طبيعية فهي عملية مستمرة لن تتوقف عند نسبة معينة ويصعب قياسها، وعليه فما الموقف إذا كانت النسبة 0.07% أو 0.1% ومتى نخط الخط الأحمر في التحريم على ضوء المعلومة العلمية أن مؤثرات السكر وبوادره تختلف من شخص لآخر؟ . وأوضح أن هذه الفتوى خرجت عن غرضها الطبيعي في توضيح ما خفي أو أشكل على الناس إلى إثارة قضايا معروفة هي في الغالب قتلت بحثاً على مر الأزمان أو قضايا مسلم بها لا لبس فيها أو أن غرضها لا يتجاوز حاجة السائل نفسه، مشيرا إلى أن المكتب الإعلامي لفضيلة الشيخ القرضاوي يستعجل صياغة الفتاوى وإرسالها إلى وسائل الإعلام بأسلوب إعلامي بسيط يخرجها عن ثوب لغة الفتوى المعتمدة على البراهين والاستدلالات، و هذا أمر مقبول في الأنشطة الإعلامية المختلفة لفضيلته لكن ليس في حالة الفتاوى . إلا أن رئيس تحرير الشرق أشار إلى تقديرنا واعتزازنا الكبير بمنزلة فضيلة الشيخ القرضاوي وجهوده في خدمة الدين ونشر الدعوة وحمل راية الوسطية في الوقت الذي تكالبت فيه قوى الظلم والظلام على الإسلام والمسلمين، ونرجو الله أن يثيبه عليها .