أنا مقدمة على الزواج من رجل مطلق (وأب لولدين) ويوجد بيننا حب متبادل، لكني أخشى أن أقع في مشكل مع ابنيه، خاصة أن أكبرهما في مرحلة المراهقة الآن أي في عمر 31 سنة، والأصغر عمره 5 سنوات، وهو مصر على أن يعيش الولدان معنا، وسؤالي هو كيف أكسب حب هذين الولدين؟ وكيف أجعلهما نقطة قوة في حياتنا الزوجية بدل أن يهددا استقرار الأسرة؟ فضيلة من مكناس انفتحي على الأبناء.. وعلى زوجك تحبيبهما فيك دورك يجمع بين دور الزوجة والمربية والإنسانة العطوف الحنون، لأن الزوج يحتاج إلى زوجة تسانده وترعاه وتحبه، والابن المقبل على مرحلة المراهقة يحتاج للمساعدة والطفل الصغير يحتاج إلى حنان أكبر، ورغم ذلك فحنانك لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يعوض حنان والدتهما الحقيقية. ليست هناك طريقة مثلى في كسب حب هذين الولدين، لأن الأمر مرتبط أيضا بشخصية الأب، هل هو موجود ومتواجد في البيت أم لا؟ وهذا أمر ضروري لأن تواجده أساسي، فأنت محتاجة إلى تواجده معك. كما لا يمكنك أن تستعملي السلطة مع الأبناء بطريقة مفرطة، لأن السلطة يجب أن تكون للأب. كما يجب أن يكون بينك وبين زوجك تفاهم منذ البداية حول طريقة التعامل مع الأبناء وتقييم الوضعية لعدم سهولة الحياة التي أنت مقدمة عليها. الأبناء فاقدين لأمهم، ربما تكون بعيدة عنهم أو تقيم هي أيضا في نفس المدينة، لكنهم مرتبطون عاطفيا بها وبعائلتها، ثم أن هناك شقاق بينها وبين أبيهم وعائلتها، أي أنهم يعيشون في ظروف صعبة جدا، يجب عليك أن تأخذيها بعين الاعتبار، لأن هذان الابنان لن ينصهرا في بيت الزوجية الجديد بسرعة، خاصة إن كنتم ستقيمون معا في نفس المنزل الذي كانت تقيم فيه والدتهم من قبل، وبطبيعة الحال فالأبناء في جميع الحالات يصعب عليهم أن يتقبلوا أن يأخذ أحد مكان والدتهم. لذا، عليك أن تكوني لبقة جدا لأن الوضع الذي أنت مقدمة عليه ليس سهلا في الحقيقة، وقد يسهله التفاهم مع الزوج والكلام معه، والانفتاح على الأبناء، لأن الابن الأكبر الذي يبلغ اليوم من العمر 13 سنة خلال سنة أو سنتين سيصل مرحلة المراهقة وبالتالي سيكون عنده نوع من الرفض والانعزال والاكتئاب العادي الذي يمر منه أي مراهق وأي مراهقة في الجو الأسري الطبيعي والعادي، أما هذا الابن إن لم توفر له ظروف أسرية سليمة في هذه المرحلة فقد يتطور به اكتئاب المراهقة إلى أشياء أخرى. لذا، يجب عليك أن تعلمي أن الطفل في مرحلة المراهقة يصبح عصبيا وانعزاليا، خصوصا أنه يعيش بعيدا عن والدته، ويرى أن إنسانة أخرى تحل محل والدته، إلا إذا كان الأب متفهما وموجودا باستمرار في البيت لأن عليه أن يغطي دوره كأب من ناحية السلطة ودوره كأب من ناحية العاطفة ثم عليه أن يعوض عاطفة الأم الحقيقية وعليه أن يحبب الأبناء في الزوجة الجديدة على قدر استطاعته ويفهمهم حيثيات الطلاق وأن الوضع الحالي أفضل بكثير من وضع استمرار علاقته بوالدتهم. أنت مقبلة على مشروع وشركة يجب أن تكون مبنية على التفاهم منذ البداية. أما الابن الأصغر فليس هناك أكثر من العاطفة لكسب حبه، والعاطفة هنا لا نقصد بها كثرة الهدايا، ولكن التفهم ومحاولة التقرب منه بطريقة معينة. وننصحك بالتحدث مع زوجك بكل صراحة حول طريقة التعامل مع الأبناء كما ننصحك بعدم الشكوى المستمرة منهم لأبيهم، لأن هذه الشكوى هي بداية المشاكل والشقاق بينها وبين الأبناء وبين الزوج، لأن الأب قد يضرب الطفل بسبب شكواك وبالتالي سيكرهك هذا لطفل. لدى حاولي أن تحلي المشاكل قدر الإمكان بينك وبين الأطفال دون الشكوى للزوج، وإن كان تدخل الزوج فليتدخل بطريقة سلمية وبالتي هي أحسن. الطريقة المثلى هي التفاهم على كل شيء والتزام الأب بالتواجد المستمر في البيت ثم حل المشاكل بطريقة سلمية، وطول النفس في حب ومعاملة الأبناء وأن لا تملي من ذلك، والصبر وكثير من الدجة وكثير من التفاهم، وإذا كان هناك مشكل حاولي أن تحليه بينك وبين زوجك وإذا كانت المشاكل يومية فيجب أن تحل في وسط الجميع.