يستحق برنامج مباشرة معكم ليوم الأربعاء 2 أبريل 2008 تنويها خاصا، ذلك لأنه تعاطى مع مشكلة حقيقية تعاني منها شرائح كبيرة من الشباب المغربي وبخاصة التلاميذ. ظاهرة إقبال الشباب والتلاميذ على المخدرات وحبوب الهلوسة صارت اليوم ظاهرة مخيفة لم يعد بالإمكان ممارسة التعتيم حول استفحالها في وسط الشباب وبشكل خاص داخل المؤسسات التعليمية. وبغض النظر عن الأسباب التي تغذي هذه الظاهرة كالهدر المدرسي والتفكك الأسري وغياب السياسات الثقافية والإعلامية التي تضع نصب أعينها توعية المواطنين بخطورة هذا الظواهر وأثرها الكارثي على مستقبل المغرب، إلا أن الإشارات التي وردت في البرنامج من قبل بعض المتدخلين باتت تتطلب وقفة خاصة، إذ لا يمكن فقط الحديث عن المعامل الاقتصادي والاجتماعي في تفسير الظاهرة، وإلقاء الشماعة على الفقر والحرمان الاجتماعي، وإنما هناك عوامل أخرى محددة ينبغي أن تعطى لها عناية خاصة. من ذلك إعادة النظر في السياسات التي تنشر ثقافة الميوعة وتروج لنمط خاص من الموسيقى الصاخبة التي تعد المخدرات من أحد طقوسها وتقاليدها. مجمل الأفكار التي طرحت في البرنامج كاقتراحات لمعالجة هذه الظاهرة ركزت وبشكل أساسي على دور التماسك الأسري في تحصين الشباب من الارتماء في أحضان المخدرات، هذا بالإضافة إلى محورية التربية الدينية وتدعيم المقاربة القيمية والتربوية في التصدي لهذه الظاهرة دون أن ننسى أن تدخلات عديدة ركزت على دور الأمن في التقليص من هذه الظاهرة، إذ أن العديد من المقاهي والنوادي صارت تفتح أبوابها لأنماط من الممارسات غير القانونية التي تشجع الشباب على إيجاد فضاءات لمعاقرة الشيشا والمخدرات في غياب تام للدور الرقابي الأمني. على أن النقطة التي تحسر عليها كثير من المتدخلين هو تجاهل المؤسسة الإعلامية العمومية لهذه الظاهرة، وعدم إيلائها القدر الذي تستحقه من المعالجة والتوعية والانخراط الفاعل في التصدي لها. وعموما، وعلى الرغم من النجاح الذي حققه البرنامج في إثارته لهذا الموضوع ومقاربته، إلا أنه يبقى من الضروري الإشارة إلى أن مثل هذه القضايا التي تقض مضجع المجتمع المغربي تحتاج بالضرورة إلى أن يكون المعامل الديني فيها حاضرا وبقوة، وهو ما كان يستدعي حضور وجهة نظر المجالس العلمية باعتبارها حسب الإصلاحات الجديدة التي شملت الشأن الديني فاعلا شريكا في معالجة الاختلالات المجتمعية.