يعد عبد الكريم الأمراني واحدا من المغاربة الذين يعلنون مواقفهم الاستئصالية، ويدعون إليها جهارا نهارا، ففي كل فرصة تتاح له، يجدد الأمراني دعوته إلى تصفية الحركة الإسلامية بمختلف فصائلها، وفي مقدمتها حركة التوحيد والإصلاح والعدالة والتنمية. هو من مواليد مدينة تازة، اشتغل رجل تعليم، كما مارس الكتابة الصحفية في جريدة المحرر، ثم الاتحاد الاشتراكي، قبل أن يؤسس مع مجموعة من الصحافيين الأحداث المغربية التي كان يكتب فيها عمود رأي يعمل عنوان ضد التيار دليلا على الشذوذ والأنانية المرضية وجنون العظمة، وتشبها بالتونسي الشيوعي القديم العفيف الأخضر الذي كنى نفسه بـمحامي الشيطان. ثم أسّس جريدة صوت الناس وشغل مدير النشر بها، قبل أن تحتجب. يعد الأمراني ممن يستغلون جيدا الأحداث الإرهابية التي تضرب المغرب، إذ في كل مرة يتعرض المغرب لاستهداف إرهابي، يطل من على منبر إعلامي لتحريض الدولة ومؤسساتها على تبني خيار المواجهة الشاملة مع الإسلاميين، فهو لا يتورع عن الدعوة إلى تبني النهج البوليسي الذي اتبعه الجنرال بن علي في تونس مع الحركة الإسلامية، يقول في حوار له عقب أحداث 16 ماي 2003 مع موقع إيلاف: ليس هناك خيار أمام النظام إلا النهج التونسي في التعامل مع الحركات الأصولية، وتذكر كلامي، الأنظمة العربية ستكون مضطرة لنهج نفس طريقة تعامل الرئيس زين العابدين بن علي مع الأصوليين ولكن بعد فوات الأوان، وذلك بتجفيف منابع الأصوليين. وقبل أيام، أي بعد الإعلان عن تفكيك خلية بلعيرج، أطلّ من جديد على صفحات الصباح بتاريخ 6 مارس الجاري، لتحريض الدولة على الحركة الإسلامية، يقول ما زلت أؤكد ومنذ سنوات أن كل الجماعات الأصولية في جوهرها جماعات فاشية ولا تؤمن بالديمقراطية، ولا ديمقراطية لأعداء الديمقراطية، ولا أصدق أن حزب العدالة والتنمية حزب ديمقراطي، فهناك مؤشرات تثبت ذلك، فالحزب الأصولي يحرم الفن، وأتحدى أي عضو في الحزب بإقامة حفل زفاف بحضور فرق موسيقية، وجميع حفلات زفافهم عبارة عن مآتم، فكيف يمكن أن نعتبره حزبا معتدلا، وهو يحرّم الفن، ...النظام المغربي إذا كان يحصر الإرهاب في هذه الخلية فهو واهم، وأنا متأكد من أن المغرب يتوفر على أجهزة قوية، وأحمد الله على ذلك.-