تنظر المحكمة الابتدائية بمراكش خلال الأسبوع الجاري في قضية نصب واحتيال من نوع خاص أبطالها عصابة من رجلين وفتاة. وقد وجهت لأحدهما (ع. ب)، (34 سنة عاطل وعازب) تهمة النصب والسرقة وخيانة الأمانة، وتزييف شيكات واستعمالها، فيما أضيفت تهمة انتحال اسم شخص آخر في ظروف من شأنها تقييد حكم بإدانته وتسلم وثائق إدارية وبيانات غير صحيحة في حق (م.ي) (23 سنة) متزوجة ولها ابنان، فيما ما زال مصير الرجل الثالث(أ.ر) مجهولا. وحسب مصادر جيدة الاطلاع، فقد بدأت العصابة عملياتها التي وصلت إلى خمسة منذ شهر يونيو ,2007 فيما ألقي القبض على الاثنين أخيراً بناء على أقوال متطابقة لمجموعة شكايات وردت على النيابة العامة وعلى الشرطة القضائية بمراكش، تم الاستماع خلالها لعدد من المتضررين الذين سرقت منهم سياراتهم عن طريق النصب والاحتيال. وأوضحت التحقيقات أن السيارات المسروقة عن طريق النصب كانت من نوع بوجو ,309 ومرسيدس ,250 كولف بولو وبوجو ,05 والتي تمت مقايضتها مع شخص آخر ببني ملال بسيارة من نوع طح. كما أشارت إلى أن المبالغ المكتوبة في الشيكات المزورة تراوحت مابين 36 ألف درهم و48 ألف و500 درهم. وأجمعت اعترافات المتهمين وتصريحات الضحايا أنهم كانوا يعرضون سياراتهم للبيع، أثناء ذلك يحضر عندهم المتهم الأول (ع.ب) على أساس أنه سمسار متخدا في كل مرة اسما مزيفا، وزاعما أن المتهمة (م.ي) هي زوجة (أ.ر) وترغب في شراء السيارة، وبعد الاتفاق على المبلغ تقترح العصابة تصحيح الإمضاء بإحدى المقاطعات التي تختلف في كل عملية، ويتم اختيار يوم السبت لأجل ذلك لتسهيل عملية تهريب السيارة المسروقة إلى مدينة بني ملال، حيث تباع بواسطة وكالات مزورة، وبعد تصحيح الإمضاء يتم تسليم شيكات لصاحب السيارة توقعها (م.ي) في حضرته لكي لا يشك، ليكتشف يوم الاثنين عند ذهابه للبنك أنها دون رصيد، علما أن أحد المحتال عليهم أصيب بصدمة ألزمته الفراش إلى أن توفي.وللحصول على الشيكات، أفادت التحقيقات أن الرجلين قاما في شهر مايو 2007 تحت تهديد السلاح بسرقة أوراق فتاة أخرى تسكن بمراكش أمام بيتها ليلا، وهمت السرقة أوراقا شخصية منها بطاقتها الوطنية، التي استعملت في فتح حساب بنكي بوكالة لمصرف المغرب بمبلغ 2000 درهم لصالح المتهمة (م.ي) بعد انتحال اسم الفتاة المسروقة، وهو الشيء ذاته الذي وقع أيضا مع فتاة أخرى تسكن بمدينة بني ملال، بعدما شعرت العصابة أن دفتر الشيكات الأول قد قرب من النفاذ، حيث عمدوا إلى فتح حساب آخر باسم المتهمة نفسها بالقرض العقاري والسياحي بمراكش. ولم تقتصر العصابة على النصب بواسطة الشيكات دون رصيد على سرقة السيارات، بل بدؤوا قبل ذلك باستعمالها أيضا في شراء منتجات استهلاكية غذائية من أسواق أسيما ومرجان، وبعد ذلك إلى شراء سلع كهرومنزلية من مدينتي بن جرير وشيشاوة، كما اشتروا سيارة وكراء بذلتين تقليديتين خاصتين بالأعراس بواسطة بطاقة التعريف الأولى المسروقة كضمانة، وقد ضبطت البذلتان في صندوق سيارة وعلم أن العصابة كانت تنوي بيعهما. وقالت المتهمة (م.ي) في محضر التحقيقات إن وضعيتها المادية المزرية جعلت السمسار (ع.ب) يستغلها مقترحا عليها عمليات نصب سهلة وسريعة الربح، مشيرة أن عمولتها بعد كل عملية نصب ما بين 1500 و3500 درهم، في حين لم تحصل على أية عمولة في إحدى العمليات، وقال المتهم (ع.ب) إنه تعرف على المدعو (أ.ر) في مقهى بحي المسيرة، وهو الذي اقترح عليه عمليات النصب عن طريق الحصول على دفتر شيكات في اسم أي فتاة، موضحا ضرورة تنفيذ عمليات الاحتيال أيام السبت والأحد أو خارج أوقات العمل القانونية حتى لا يتم الاتصال مباشرة بالبنك المسحوبة عنه الشيكات.