نددت وزارة الإعلام في حكومة تسيير الأعمال برئاسة إسماعيل هنية بالحملة التي تشنها أطراف في حركة فتح على قناة الجزيرة الفضائية، معتبرةً أن هذه الهجمة قديمة وليست جديدة ولا تمثل الموقف الوطني والرسمي الفلسطيني . وأشارت إلى أن هذه الهجمة تمثل بعض الأشخاص والفئات المرتبطة بالإدارة الأمريكية والدولة العبرية، مثمنة في الوقت ذاته موقف قناة الجزيرة في فضح الانتهاكات الصهيونية في ظل صمت الإعلام العربي الرسمي، وإعلام السلطة في رام الله. وقال الدكتور حسن أبو حشيش، الوكيل المساعد في وزارة الإعلام في تصريح صحفي، تلقى المركز الفلسطيني للإعلام نسخة منه اليوم الاثنين (10/3): نحن ننظر لقناة الجزيرة الفضائية بكل مهنية وبكل عين الرضا، ونقدر ونثمن ما قامت به الجزيرة في تحريك المياه الراكدة في العملية الإعلامية على مستوى الإعلام العربي والمنطقة بشكل عام، ونقدر عاليا الجهود الضخمة التي تقوم بها قناة الجزيرة في فضح العدوان الصهيوني وفي مساندة الحق الفلسطيني وفي شرح عذابات هذا الشعب إلى العالم بشكل عام، وبالتالي هذا هو الموقف الوطني العام لدى الشعب الفلسطيني ومؤسساته الوطنية والرسمية، وأي موقف يعاكس هذا الموقف هو موقف ذاتي وشخصي وحزبي وغير موضوعي ولا يمثل الكل الفلسطيني ولا يمثل الرؤية الوطنية العليا ولا السياسية في فلسطين . وأكد أبو حشيش أن قناة الجزيرة شأنها شأن الإعلام الحر في العالم العربي والذي يتعرض لابتزاز ويتعرض لمضايقات من تيار التسوية وتيار التطبيع في المنطقة، وذلك بإيعاز من الإدارة الأمريكية والدولة العبرية، وذلك لم تخفه تل أبيب في مهاجمة الجزيرة واتهامها بأنها تحرض على (العنف)، لأنها تنقل معاناة الشعب الفلسطيني جراء العدوان والحصار . وقال في تصريحه: نحن في وزارة الإعلام في السلطة الفلسطينية ننظر إلى أي حملة، سواء كانت من بعض الأبواق الفلسطينية أو تلفزيون السلطة في رام الله المعروف باسم تلفزيون فلسطين أو بعض نواب فتح أو الإدارة الأمريكية أو بعض الأنظمة العربية؛ نحن ننظر إلى هذه الهجمة في هذا السياق، سياق التشويش على الدور الإعلامي والوطني والمسؤول للجزيرة وهي تفضح العدوان الإسرائيلي بشكل يوصل الصورة الحقيقية للعالم . وأضاف: نرى أن هذا نوع من أنواع الابتزاز من قبل حركة فتح ومن قبل الإعلام والفتحاوي والاحتلال من اجل الضغط على قناة الجزيرة، وبالتالي الانحياز إلى روايتها والابتعاد عن رواية المقاومة والممانعة في العالم العربي، وهذا يتنافى مع أبسط الحقوق وأبسط قواعد العمل المهني المحترم والعلاقات المحترمة بين المؤسسات والدول . واعتبر أن الهجمة على قناة الجزيرة قديمة وليست جديدة، أو لها علاقة بأي برنامج ما، مؤكداً أن العديد من مراسلي الجزيرة قد اعتقلوا واستشهدوا، وأصيبوا وتعرضوا لممارسات عديدة في دول عدة، متوقعاً مواصلة هذه الهجمة عليها إذا استمرت الجزيرة على حياديتها ومهنيتها. وقال الوكيل المساعد لوزارة الإعلام الفلسطينية: نرى في أن السقطة التي وقع فيها الدكتور فيصل القاسم في برنامج الاتجاه المعاكس غير مسبوقة، ولكن تم تداركها من قناة الجزيرة وقدمت اعتذاراً للعالم العربي والإسلامي عن ذلك، ولكن الهجمة على الجزيرة قبل هذه القضية وهي تحريك ثارات قديمة واستغلال الثغرات التي من الممكن أن تقع بها قناة الجزيرة للهجوم عليها والنيل منها والتأثير على رسالتها من اجل أن تكون منحازة للرواية التي ترضى عنها الإدارة الأمريكية والدولة العبرية وبعض التيارات المتساوقة مع الموقف الأمريكي في المنطقة .