قالت هيئة علماء المسلمين ان زيارة الرئيس الايراني الى بغداد زيارة غير مرحب بها، وان الحكومة الإيرانية لا تتصرف بما تقتضيه مبادئ حسن الجوار. واضافت الهيئة في بيان اصدرته الامانة العامة يوم الأحد 2 مارس 2008 أن ايران تستغل محنة العراقيين لتمرر مشروعها على حساب مصالحهم الآنية والمستقبلية. وذكرت الهيئة بكلمة قالتها في مناسبة سابقة: إن إيران تربح حاضر العراق - وهو ربح غير مشروع - ولكنها من دون شك تخسر مستقبله. وفيما يلي نص البيان:- بيان المتعلق بزيارة الرئيس الإيراني إلى بغداد وسط رفض شعبي عارم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. وبعد: فقد نفذ الرئيس الإيراني ما وعد به، وقدم إلى بغداد في ظل احتلال غاشم ووسط رفض عراقي عارم وتظاهرات شعبية في عدد من محافظات القطر، وهي خطوة محبطة تكشف عن الكثير من الغموض الذي كان يلف العلاقات الأمريكيةالإيرانية، ويجد الناس صعوبة في فهمها واستيعاب تفاصيلها. وفي الوقت الذي تعد هيئة علماء المسلمين زيارة الرئيس الإيراني في هذه المرحلة دعماً سافراً لمشروع الاحتلال الأمريكي وتضامناً مخجلاً مع حلفائه من الساسة الذين ولغوا في دماء العراقيين حتى الثمالة، وسرقوا أمواله، وبددوا ثرواته فإنها تؤكد أن الزيارة حدثت رغماً عن الشعب العراقي، وتمت بالأسلوب القسري نفسه الذي تمت فيه من قبل زيارة الرئيس الأمريكي إلى العراق. وبهذه المناسبة توضح الهيئة ما هو آت: أولاً: لا يمكن للرئيس الإيراني أن يزور العراق وهو يرزح تحت وطأة الاحتلال الأمريكي بمعزل عن الموافقة الأمريكية؛ لأن سلطات الاحتلال بشقيها السياسي والعسكري هي صاحبة القرار الأول في العراق، وبالتالي فإنه لا يمكن حصول هذه الزيارة من غير موافقتها، وقد رحب السفير الأمريكي كروكر بهذه الزيارة، وأعرب عن أمله في أن تسفر عن تفاهمات مشتركة، وهذا وحده يثير علامة استفهام كبيرة عن طبيعة العلاقة التي تحكم الطرفين. وحين نعلم أن الملف الأمني بيد قوات الاحتلال فلا بد أنها منحت الرئيس الإيراني ضمانات بعدم التعرض له وحمايته من أي اعتداء إذ لا يمكن أن يفرط الجانب الإيراني بسلامة رئيسه من غير هذه الضمانات، ومثل هذه المنحة لن تكون - في كل الأحوال - هبة مجانية، بل يقابلها - حتماً - ما يقابلها من الجانب الإيراني، وتؤكد شواهد اليوم في بغداد هذه الضمانات حيث أصيبت المدينة بالشلل الكامل جراء الترتيبات الأمنية لهذه الزيارة. ثانياً: الزيارة تؤكد أن إيران طامعة في العراق حقيقة، وساعية لبسط نفوذها عليه، وأن لديها الاستعداد لتبذل في هذه السبيل كل شيء بما في ذلك ماء وجهها، ولذا أقدم الرئيس الإيراني عليها على الرغم مما فيها من تكذيب للشعارات العدائية التي ترفعها إيران ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية واستفزاز لمشاعر العراقيين وإثارة للمجتمع الدولي ودول الجوار خاصة. ثالثاً: إن هذه الزيارة تؤكد أن أمريكا ما زالت على نهجها في دعم الأحزاب ذات العلاقات الجيدة أو الموالية لإيران وأنها تعدّهم حلفاء طبيعيين لها في مواجهة القوى الوطنية الأخرى، ومن ثم فإن زيارة الرئيس الإيراني تأتي في سياق دعم هذه العلاقة وتقوية أواصرها. إن هيئة علماء المسلمين إذ تؤكد أن هذه الزيارة لا يمكن فهمها إلا في ضوء الاعتبارات المتقدمة فإنها تعلن عن أنها زيارة غير مرحب بها، وأن الحكومة الإيرانية لا تتصرف بما تقتضيه مبادئ حسن الجوار، وأنها تستغل محنة العراقيين لتمرر مشروعها على حساب مصالحهم الآنية والمستقبلية، وهذا يدعو لنذكر بكلمة قلناها في مناسبة سابقة: إن إيران تربح حاضر العراق - وهو ربح غير مشروع - ولكنها من دون شك تخسر مستقبله. الأمانة العامة 24 صفر 1429 هـ 2/3/2008 م