عندما تعطل كابلين للاتصالات في البحر الأبيض المتوسط قيل إن السبب وراء ذلك هو سفينة ما ضلت طريقها في البحر و تسببت بطريق الخطأ في قطع الكابلين .. وصدق أغلب الناس أن هذا هو السبب فعلا في انقطاع خدمة الانترنت عن بعض الدول بجانب انقطاع بعض خدمات الاتصالات . ولكن بعد أن حدث عطل آخر في كابل ثالث للاتصالات و الانترنت بالقرب من دبي و ورود شائعات عن عطل في كابل رابع في منطقة الشرق الأوسط ، و مع ظهور بعض الأدلة التي تثبت أن العطل السابق لم يكن بسبب السفينة التي ضلت طريقها، بدأت كلمة (مؤامرة شريرة) تدخل في ضمن أسباب العطل الذي أصاب ثلاثة كابلات للاتصالات في الشرق الأوسط في اقل من أسبوع. فبالنسبة لخدمات الانترنت و الستالايت فإن معظم الدول حول العالم مازالت تعتمد علي مد الكابلات عبر البحار و المحيطات. وتساءلت هيئة الإذاعة البريطانية في تحقيق مثير حول الأزمة عن السبب الرئيسي وراء انقطاع خدمة الانترنت و الاتصالات الدولية عن هذه الدول، وعما إذا كانت المسألة مؤامرة سببها حرب المعلومات أم انه مجرد عطل فني حدث بسبب عوامل خارجة عن أيدي المسئولين؟ عندما حدث عطل في كابلين بالقرب من الإسكندرية في الأسبوع الماضي تأثر ما يقرب من 100 مليون مستخدم للانترنت و تم انقطاع الخدمة عنهم و كان اغلب هؤلاء المستخدمين في مصر و الهند، وما زال القطع مستمرا في هذين الكابلين و خدمة الانترنت و الاتصالات مازالت ليست علي درجة كبيرة من الجودة حتي الآن. و كان بول بود - محلل علوم الاتصالات - قد قال في هذا الصدد (إننا نعيش في عالم واحد صغير و عندما تحدث مشكلة في أي مكان في الأرض في مجال الاتصالات بالذات فكل سكان العالم يتأثرون بهذا العطل). وقيل إن السبب في هذه الأعطال هو هلب سفينة ضخمة قد ضلت طريقها في البحر المتوسط. ولكن بعد الشكوك العديدة التي ظهرت تجاه هذا التحليل و مع العطل الثالث الذي حدث في كابل بالقرب من دبي، فقد بدأت رائحة المؤامرة في الظهور علي الأفق. و كان وزير الاتصالات و المعلومات المصري،طارق كامل، قد صرح بأن تسجيلات الفيديو التي تم التقاطها عبر الأقمار الصناعية تثبت انه لم تكن هناك أي سفن بالقرب من مكان الكابلين في الوقت الذي حدث فيه قطع الكابلات و أضاف الوزير (إن الأمر كبير و خطير و غير مسبوق). خبير الانترنت أيان بروك ويل كان قد صرح بأن هناك احتمال بأن تكون الحكومة الأميركية قد قامت بعمل هذا العطل في هذين الكابلين بمساعدة إسرائيل من اجل قطع خدمة الانترنت و الاتصالات عن إيران، و قام آخرون بتأييد هذه النظرية و قالوا إن البنتاجون الأميركية لديه خطة استرتيجية تسمي (حرب المعلومات). و لكن من ناحية أخري يرفض محلل علوم الاتصالات، بول بود، نظرية المؤامرة و قال : الأمر ما هو إلا حظ سيئ كما هو يبدو لي الآن و لكن ما حدث مصادفة غريبة جدا فعلا. و من ناحية أخري ورد في جريدة (أمريكان كرونيل) الأميركية أن إيران هي أكثر الدول تضررا من العطل الذي أصاب كابلات الانترنت في الشرق الأوسط. و أضافت الجريدة الأميركية أن الحكومة الأميركية هي المسئولة عن العطل الذي حدث في كابلات الانترنت في الشرق الأوسط و أنها قامت بهذا كتمهيد لضربة عسكرية لإيران أو ربما (بروفة) لذلك . الصحيفة الأميركية (أمريكان كرونيل) قالت إن إسرائيل و العراق هما فقط من لم يتأثر بهذا العطل و أن تلك الدول بها أهم المصالح الأميركية في المنطقة. و من جانبها تناولت جريدة (يو إس أي توداي) الأميركية مسألة أعطال الانترنت في الشرق الأوسط . الجريدة الأميركية ذكرت إنه بعد حدوث عطل في كابل رابع للانترنت في منطقة الشرق الأوسط، تساءلت الإذاعات في استراليا عن أسباب تلك الأعطال و هل هي بداية لحرب معلومات أم هي مجرد مصادفة من الصعب جدا حدوثها؟ الكابل الجديد الذي تعرض للعطل كان يربط بين دولة قطر و الإمارات العربية المتحدة و سبب العطل غير معلوم حتي الآن و لكن بعض المصادر عللت العطل بوجود مشكلة في أسلاك الفايبر التي تمد الكابل بالطاقة و أن إصلاح هذا العطل سيحتاج لعدة أيام. الجريدة الأميركية أضافت أن الشركة الهندية التي تمتلك ثلاثة كابلات من أصل أربعة كابلات معطلة نفت وجود أي مؤامرات وراء هذه الأعطال و لكن جريدة (تايمز اوف إنديا) صرحت بأن أداء الانترنت ما زال في غاية السوء في الهند. و التساؤلات الأكبر لدي الجميع الان هي: هل دخلنا مرحلة جديدة من الحرب تكون فيها المعلومات أهم من الأسلحة و الدبابات؟ وهل تملك الدول العربية الأسلحة اللازمة للدفاع عن نفسها في تلك الحرب الجديدة التي من المتوقع أن تكون أشرس من الحرب التقليدية لأن النزاع سيكون علي الاقتصاد و لقمة العيش و ليس نزاعا حول قطعة ارض أو معبر حدودي