بعدما استبد به اليأس والضيق من سلوكات الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش، قام بروفيسور أمريكي يدعى جون نيرنبرغ البالغ 60 عاما بالسير مسافة 770 كيلومتر من بوسطن إلى واشنطن، بغرض حشد الدعم، وجمع التوقيعات على عريضة تؤيد مسعاه الرامي إلى محاكمة بوش ونائبه تشيني بتهمة الخيانة. ونقلت شبكة سي بي سي نيوز الأمريكية عن نيرنبرغ قوله إنه ماتزال هناك سنة في ولاية بوش وهي مدة كافية بحسبه، في التحقيق بشأن سلوكه. ممادفع نيرنبرغ للقيام بهذه البادرة وقبله مايكل مور، والعديد من الأصوات الأخرى المناهضة لبوش، سياسة إدارة هذا الأخير الداخلية والخارجية، وهي التي تلمس بشكل أكثر حدة من خلال الصور التي تبثها وسائل الإعلام حين تنقل ما تتسبب فيه بلادهم يوميا من دمار وخراب ما فتئ يصيب مناطق متعددة من كوكب الأرض حتى صارت الولاياتالمتحدةالأمريكية تنعت بآلة الموت الذي يمشي في ركبها ولاتفرق فيه بين وليد لما يفتح عينيه وامرأة ضعيفة وشيخ بلغ من العمر أرذله. ويعيب الأمريكيون على أصحاب القرار في بلدهم، وضعهم لنظام التجسس غير المشروع على الاتصالات الذي أحدث مباشرة بعد أحداث 11 شتنبر، وهو الشيء الذي يجعل وزارة الأمن الداخلي الأمريكي تتنصت على المكالمات وتخرق مبدأ الحرية التي تنادي بها، لتلتحق بوكالة الاستخبارات الأمريكية (ءة) التي تعد أكبر أذن على وجه الأرض. ويسجل ملف التعذيب في السجون الأمريكية نقطة سوداء أخرى في سجل بوش (الأسود أصلا)، حين تعرف المواطن الأمريكي على ما يحصل في غوانتنامو من تعذيب نفسي وجسدي، إضافة إلى عشرات السجون الأمريكية خارج أراضيها التي تمولها ببركتها ورجالاتها وخبرتها. وتعد وكالة الاستخبارات الأمريكية مصنعا للتعذيب له علماؤه وأئمته وفقهاؤه، دون إغفال تلامذتهم النجباء رجال البحرية الأمريكية (مارينز)، حيث تتحول القواعد العسكرية الأمريكية إلى مختبرات وفصول دراسة تلقن فيها دروس استخراج المعلومات من الأعداء، الأشرار الذين يريدون السوء بالولاياتالمتحدة ومصالحها. مسيرة نيرنبرغ التي بدأها في الثاني من دجنبر الماضي، يأمل أن تقوده إلى مقابلة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوشي ليسلمها العريضة الموقعة من قبل المواطنين، ورسائلهم التي يدعونها فيها إلى طرح مسألة التحقيق مع بوش في الكونغرس الأمريكي، وهو الشعار الذي رفع من خلال الملصق الذي صاحبه خلال مسيرته إذ كتب فيه حافظوا على الدستور.. حاكموا بوش وتشيني. لايمكن لأحد أن يجزم إذا كان نيربرغ سينجح في مساعيه بجعل رئيسه في قفص الاتهام أم لا، لكن المهم هو أنه قال للعالم إن العديد من الأمريكيين يوجدون في الضفة الأخرى المقابلة للجزيرة المعزولة التي يقف فيها بوش وأعوانه القلائل الذين يتحكمون اليوم في مصائر الملايين من سكان العالم.