انتقد الكاتب البارز, يوجين روبنسون , السياسة التي اتبعها الرئيس الأميركي جورج بوش , ونائبه ديك تشيني , في مقال نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، وقال إنهما انتهكا القوانين الدولية والدستور والقيم والمثل العليا الأميركية , بجر البلاد إلى حرب غير محدد من هو العدو فيها، مضيفا أن التاريخ سيحاسبهما على ذلك. واستهل الكاتب بالقول إن تصرفات وسلوكيات بوش وتشيني ، فيها ازدراء واضح بالدستور والقيم، ولخص أعذارهما المحتملة بعبارة "فعلنا ما فعلنا من أجل أن نحافظ على أميركا آمنة". لكنه يرى أن تشيني جاء إلى المكتب وهو يحمل أفكارا مسبقة عن استعادة السلطة التنفيذية لسلطات وصلاحيات يعتقد هو بأنها فقدت بعد حرب فيتنام وقضية ووترغيت، وأن بوش إما أنه كان يشارك تشيني نفس الأفكار أو أنه كان يسانده فيها. برجا التجارة وعرض روبنسون بعضا من المظاهر التي عمت البلاد ، إثر أحداث 11 شتنبر 2001 ، بوصفها أسوأ هجوم تعرض له التراب الأميركي. فقد سادت أجواء الفوضى ومشاعر الصدمة عند مشاهدة برجي التجارة يتحولان إلى أنقاض، فضلا عن المخاوف من أن طائرات مخطوفة أخرى قد لا تزال موجودة في الجو، والخشية من أن رئيس البلاد ومن حوله قد يكونون مستهدفين بالهجوم، وفق الكاتب. وذكّر الكاتب بالإيجاز الصحفي اليومي للرئيس بوش تحت عنوان "بن لادن مصمم على الضرب داخل الولاياتالمتحدة"، ولخص ما قامت به إدارة بوش على الصعيد الخارجي. ويمضي روبنسون ليقول إنه صحيح أن إدارة بوش أطاحت بنظام «طالبان» في أفغانستان، وقامت بتفكيك البنية التحتية لتنظيم "القاعدة" ; وقتل أو اعتقال أهم عملاء "المنظمات الإرهابية". أمور مخجلة لكن المخجل أن إدارة بوش في المقابل انتهكت القوانين والقيم الدولية والمحلية ، بإخضاعها المشتبه بتورطهم في "الإرهاب" للمعاملة القاسية والاحتجاز لأجل غير مسمى، وإنشاء معسكرات وسجون سرية في الخارج تديرها وكالة الاستخبارات الأميركية. واختتم بتبرير تشيني لكل تلك الانتهاكات بدعوى أنها جائزة في زمن الحرب، التي لا يبدو أن لها نهاية. وانتقد الكاتب جواب بوش في مقابلة مع محطة" أي.بي.سي " الإخبارية الشهر الماضي, عندما ادعى شرف التغلب على تنظيم" القاعدة "في العراق، وحين أشارت له المذيعة بأنه لم يكن هناك وجود ل«القاعدة »إلا بعد الغزو الأميركي، أجابها بوش "نعم، هذا صحيح، وإن يكن؟". كما انتقد سياسة بوش وتشيني في إعلانهما الحرب على الآخرين بدعوى محاربة "الإرهاب" دون تحديد من هو العدو، متناسين المهندس المسؤول عن أحداث شتنبر، 2001 أسامة بن لادن، وذلك ما شكل تشويها لصورة الأمة الأميركية وقيمها العليا في العالم. ويقول روبنسون إن التاريخ سيدوّن لهما ذلك، فالغاية لا تبرر الوسيلة في كل الأوقات، وأما عبارة "وإن يكن؟" التي قالها بوش، "فلا نستطيع أن نجد لها مكانا في أي وثيقة من الوثائق".