اتهم الصحفي الأميركي -سيمور هيرش- ديك تشيني، نائب الرئيس الأميركي السابق، بالإشراف مباشرة على وحدة سرية للاغتيالات أسستها الإدارة السابقة دون علم أو إشراف الكونغرس، وذلك بهدف ملاحقة وتصفية أهداف ذات قيمة عالية في عشرات الدول. وفي حديث لمحطة تلفزيونية أميركية، قال هيرش إن إدارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش، منحت وحدة سرية -تدعى قيادة العمليات المشتركة الخاصة، ويشرف عليها تشيني شخصيا- تفويضاً مفتوحاً لتصفية مجموعة من الأفراد استناداً إلى معلومات استخباراتية أميركية. وأضاف هيرش أن هذه الفرقة منحت صلاحيات واسعة , منها قدرتها على العمل في أي بلد في العالم دون أن تتقيد بتقديم تقارير للكونغرس -الذي علم القليل عنها- وبشكل سري، وبتفويض من الرئيس، وبدون إبلاغ مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي أي) أو السفير الأميركي في الدولة المعنية. وكان هيرش كشف عن هذه الوحدة في كلمة أمام جامعة مينيسوتا ، في العاشر من مارس الماضي، مستخدماً تعبير جناح الاغتيالات في إدارة الرئيس بوش التي فوضت للفرقة المذكورة القيام بتصفية بعض الأشخاص استناداً إلى معلومات استخباراتية اعتقدت أنها سليمة. وأثار كلام هيرش ردود فعل ساخطة، أبرزها من مساعد تشيني، جون هاناه، الذي قال في حديث تلفزيوني، إن تلك الاتهامات غير حقيقية، لافتا إلى إن الجيش الأميركي لديه تفويض في مناطق النزاعات كالعراق وأفغانستان وباكستان بملاحقة واعتقال وقتل الأعداء، ويشمل ذلك قياداتهم. يذكر أن الولاياتالمتحدة حظرت اغتيال القيادات السياسية منذ عام 1976، بيد أن هذا الحظر لم ينطبق على العناصر المشتبه في انتمائها لما تسميه الولاياتالمتحدة التنظيمات الإرهابية، وكان زعيم تنظيم القاعدة في العراق، أبو مصعب الزرقاوي، أعلى قيادي في تلك التنظيمات تمكنت القوات الأميركية من تصفيته. واشتهر هيرش في العام 1969 بعد كشفه ما أصبح يعرف بمذبحة مايلي، التي قتل فيها أكثر من خمسمائة مدني فيتنامي على أيدي جنود أميركيين في حرب فيتنام، كما تناول في كتابه تسلسل القيادة من 11 سبتمبر إلى أبو غريب الانتهاكات التي وقعت في سجن أبو غريب العراقي.