انتقل إلى جوار ربه أخيرا العلامة الشيخ أحمد البودراري عن عمر ناهز 80 سنة، ووري جثمانه الثرى أخيرا بمقبرة شالة بالرباط، ولم يعلم بوفاته سوى المقربون من الشيخ العارفون بتاريخه، والذين استرشدوا بتوجيهاته، واستفادوا من علمه. وقد كان الشيخ خطيبا بمسجد بدر بحي أكدال مدة 25 سنة ولم ينقطع حتى وافته المنية، والراحل من العلماء المغاربة البارزين في فقه الزكاة، وقد تتلمذ على يد الطاهر بن عاشور، ودرس بجامع الزيتونة وساهم من تونس في حركة المقاومة ضد الاحتلال، والمعروف على الشيخ رحمه الله أنه من خطب في صلاة الجمعة خلال المسيرة الخضراء. رحل الشيخ البودراري، كما رحل أمثاله من علماء المغرب في صمت، دون التفاتة اعلامية لحدث فقدانهم، ولا تغطية لمراسيم دفنهم، أو تسليط الضوء على تاريخهم الحافل بالدعوة إلى الله وتعليم دينه والدفاع عن مقومات هذا البلد الدينية والثقافية والأخلاقية. الطريقة التي يرحل بها العلماء المغرب لا تنفصل عن السياسة العامة التي يعاملون بها في حياتهم، أي سياسة التهميش والإقصاء، وهي أساليب لا تمثل الوجه الآخر لتوجهات متنامية تهدف للتضييق عليهم ومحاصرة دورهم في المجتمع . {إنا لله وإنا إليه راجعون}.