الشهادة التاريخية التي يقدمها الأستاذ رشيد حازم تباعا في هذه الحلقات تكتسي أهمية خاصة، ذلك أنها من جهة تغطي بالتفاصيل مرحلة ما بين 1980 و ،1985 وهي مرحلة تحتاج إلى رفع كثير من العتمة من طريقها، وهي من جهة أخرى تتناول التطور التنظيمي للحركة الإسلامية، ومآزق التحول التنظيمي من السرية إلى العلنية، كما تتضمن معلومات جديدة تنضر لأول مرة عن المخاض العسير الذي خاضته الجماعة الإسلامية، هذا فضلا عن كونها ترصد للابتلاءات التي تعرضت لها، كل ذلك ساقه الأستاذ رشيد حازم بشكل تراتبي منظم قل أن نجده في الشهادات الأخرى. في البدء نود لو تعرفنا عن بداياتك الأولى؟ ولدت بالدار البيضاء بدرب الإسبان سنة ,1953 دخلت الكتاب القرآني، وأشربت حب حفظ القرآن منذ الصغر، أدخلني والدايا إليه في سن مبكر، وبقيت أتردد عليه في العطل المدرسية. لم يتيسر لي أن أحفظ قدرا كبيرا من القرآن الكريم في هذه المرحلة، لكني كنت مواظبا على المسجد الذي كنا نحفظ فيه القرآن. درست الابتدائي في مدرسة ليزيير ، وانتقلت إلى ثانوية مولاي يوسف، وفيها تلقيت تعليمي الإعدادي، أما تعليمي الثانوي فقضيت سنته الأولى في ثانوية محمد الخامس، وكانت الإضرابات في ذلك الوقت على أشدها، وقد شهدت السنة البيضاء التي توقفت فيها الدراسة بسبب المظاهرات، وانتقلت إلى ثانوية مولاي عبد الله وأتممت بها بقية سنوات الثانوي، وحصلت على شهادة الباكلوريا بهذه المؤسسة ثم انتقلت إلى كلية العلوم بالرباط، وتخصصت بشعبة الرياضيات، وبعد تخرجي اشتغلت أستاذا جامعيا بالمدرسة العليا للأساتذة بالرباط من سنة 1979 إلى غاية سنة ,1987 ثم انتقلت إلى المركز التربوي الجهوي السويسي إلى سنة ,2005 حيث اخترت المغادرة الطوعية. كيف جاءت فكرة التدين عندكم، وكيف انتقل التدين من إطاره الطبيعي إلى الصورة الحركية؟ اكتسبت التدين من التنشئة الأسرية، فكان الوالدان حريصين على تعلمي الشعائر الدينية منذ الصغر، كما كانا يغرسان في نفسي الفضيلة والخلق والعفة. وكان الوالد رحمه الله يستدعي كل جمعة نفرا من الناس يكرمهم بعد صلاة الجمعة، وكان هذا هو دأبه منذ سنوات إلى أن تعسر وضعه المادي، فصار لا يقدر على هذه السنة الحميدة، وكان رحمه الله يحرص على لقاء العلماء وسماع العلم من أفواههم، وقد وجدت في أسرتي الفضاء المعين لتمثل الفضائل والأخلاق، لكني لم كنت متذبذبا في مسألة الصلاة، فحينا أكون ملتزما بها، وحينا آخر أتركها وأفتن عنها. وكان الوالد لا يروقه هذا الوضع، فكنت كلما نجحت في سنة دراسية، يبارك نجاحي ويذكرني بأن النجاح الأكبر هو في الالتزام بالدين والاستعداد للقاء الله عز وجل. خلال دراستي الجامعية التزمت خط التدين، ووقع التحول الكبير في شخصيتي، وكان ذلك في بداية سنة .1977 ألم يكن لك أية مشاركة في النضالات التلمذية في المؤسسات التعليمية التي مررت بها وخاصة ثانوية محمد الخامس؟ كنت إنسانا عاديا في تلك الفترة، ولم انخرط في هذه النضالات، كنت أراقب الوضع من بعيد، ولكن في الجامعة كنت أحضر كل تجمعات الإتحاد الوطني لطلبة المغرب وأشارك في تظاهراته . ألم تتعرف على الشبيبة الإسلامية في هذه المرحلة؟ لم أتعرف على الشبيبة الإسلامية إلا في سنة ,1977 وهي السنة التي حصل فيها الالتزام الديني ثم الحركي ، إذ كنت أسكن في الحي الجامعي السويسي ,2 وكان أنشئ مسجد كبير في الحي الجامعي السويسي,1 وفي إحدى الليالي سمعت أذان صلاة العشاء، فأحسست برجة عنيفة دفعتني إلى مراجعة نفسي، وكنت بدأت في ذلك الوقت أبتعد عن التدين، فلما سمعت الأذان وقع لي تحول عجيب في نفسي، فصممت أن ألتزم الصلاة من يوم الغد، وكانت تلك هي البداية، وقد استفدت كثيرا من الأجواء الربانية التي كانت تسود في الحي الجامعي خاصة في مسجد صغير فتح بالحي الجامعي السويسي,2 وكانت الشبيبة الإسلامية تنشط بحيوية فيه ، و كان المسجد يضم مكتبة تحتوي على العديد من أمهات الكتب الإسلامية والحركية والدعوية، ، وبدأنا من هذه الفترة ننسج علاقات مع بعض الإخوة، وقد ساهم في توجيهي الأخ محمد العمراوي، وهو صديق حميم لي منذ التحاقنا بالجامعة في نفس الشعبة. استفدت كثيرا من مكتبة المسجد وبدأت أطلع على الكتب، وأحرص على اقتناء مجلة الدعوة التي كان يصدرها الإخوان المسلمون في مصر ، وصرت أتردد على مكتبات حي الأحباس وأشتري بعض الكتب والدعوية والحركية. ومتى دخلت إلى تنظيم الشبيبة الإسلامية وكيف تم ذلك؟ لم أكن أعلم في البداية بوجود تنظيم إسلامي، وكنت أتحرك بدأت بشكل تلقائي من أجل الدعوة، فدعوت أفراد عائلتي أولا إلى الالتزام، ثم انتقلت إلى محيط الأصدقاء وأبناء الحي. كنت أقضي نهاية الأسبوع مع عائلتي بالدار البيضاء ، ومرة استدعي أخي رحمه الله لأحد لقاءات الشبيبة الإسلامية، فأخبرني بموعد الجلسة ومكانها، وكانت الجلسة تنعقد بالمسجد المحمدي، فاقتحمت عليهم الجلسة وحضرتها دون أن أستدعى إليها. هل كانت الجلسة تنعقد بالمسجد؟ كنا في هذه المرحلة نعقد العديد من جلسات الشبيبة في المساجد. فكنا نعقدها بالمسجد المحمدي، وأيضا في مسجد صغير في شارع الفداء. وكان اقتحامي للجلسة هو أول صلة لي مباشرة بالشبيبة الإسلامية وأعضائها، وبدأت أحضر هذه الجلسات بانتظام. ما هي المواد التربوية والدعوية التي كانت مقررة في هذه الجلسات؟ كنا نتدارس ما يعلمنا ديننا ونحفظ القرآن وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان الأخ المؤطر يجتهد في كتابة الحديث بخط يده لكل فرد من أفراد الأسرة التربوية، وربما كتب الحديث عشر مرات، وكان يعطي لكل واحد منا ورقته مكتوبا عليها الحديث، فيشرحه ، ويطلب منا أن نحفظه، وكنا أحيانا نصوم تطوعا وننظم إفطارا جماعيا وأحيانا نحيي الليل بالدروس والصلاة ونفترق فجرا. وكنا أحيانا نتوصل بدروس مطبوعة. وكيف التحقت بالإخوان في الرباط؟ لا أتذكر الطريقة التي ألحقت بها إلى الشبيبة الإسلامية في الرباط، ما أذكره أنه كانت لي علاقة معهم عبر المسجد، فوجدت نفسي تلقائيا في التنظيم. وفي الغالب ساهم في ذلك الأخ محمد العمراوي، وقد كنت أخبرت بالتحاقي بالشبيبة لما كنا بالدار البيضاء. التحقت بخلية كان يؤطرها الأخ مصطفى المعتصم، وكان الأخ الأمين بوخبزة ينوب عنه في بعض الجلسات، وكنا نتدارس في هذه الجلسات موضوعات تربوية، كما كنا نطلع على أدبيات الإخوان المسلمين والوضعية التربوية والتنظيمية للشبيبة الإسلامية، وكان إذا صدر كتاب ما في الدعوة أو الحركة نسارع إلى اقتنائه ومدارسته، وأذكر أنه كانت ترد علينا بعض التوجيهات بقراءة كتب مثل طريق الدعوة في ظلال القرآن وكتب سعيد حوى وكتب أحمد الراشدالمنطلق والعوائق والرقائق، أو كتاب معالم في الطريق لسيد قطب أو بعض كتب محمد قطب. وكنا نحضر إلى المخيمات، وقد حضرت سنة 1978 أول مخيم في واد لاو وكان المكان من اقتراح الأخ الأمين بوخبزة وهو الذي هيأه لنا بمساعدة إخوة تطوان، وكان مصطفى المعتصم هو الذي يشرف عليه، وكان هذا المخيم خاصا بطلبة كلية العلوم بالرباط، وكنا حوالي ثلاثين أخا. في هذه السنة التي تتحدث عنها، أي نهاية 1977 وبداية ,1978 وقعت الفتنة بين مطيع والسداسيين، أين كان موقع الأخ رشيد حازم؟ لم أقحم في هذه الفتنة رغم علمي بها، حيث أن أعضاء الشبيبة الذين كانوا في دائرة معارفي استمروا داخل الشبيبة ولعل بعض الإخوان أحسنوا صنعا حين عزلونا بعيدا عنها. كيف تم عزلكم؟ تم الاعتماد على أمرين: الأول: قال لنا الإخوة انه ما دام لم يثبت شيء ضد مسئول الحركة، فالأمر على الطاعة في المنشط والمكره، أما الأمر الثاني، فقد نشطت في هذه المرحلة حركة التأصيل للتثبت من الأخبار، واجتناب سوء الظن والغيبة والنميمة. وقد كانت سورة الحجرات من السور المعتمدة في هذه الفترة، وقد أفادتنا دروسها التربوية في شيئين أولهما التبين، وثانيهما التزام حسن الخلق وعدم الطعن في المؤمنين. وكيف قضى رشيد حازم مرحلة ما بين 1978 و1981؟ في هذه الفترة وقعت أحداث كبيرة، وفيها وقع اعتقالي. كان ارتباطي بعمل الشبيبة أساسا في الرباط ولكني بقيت مرتبطا بالدارالبيضاء إلى ,1979 وتحملت بها مسؤولية مجلسين تربويين كنت أسهر على تأطيرهما في نهاية الأسبوع ، وفي سنة 1979 دخلت عالم الوظيفة العمومية، وسكنت في مدينة الرباط، وصرت عضوا في اللجنة المسيرة للعمل الطلابي بمدينة الرباط. من كان معك في هذه اللجنة المسيرة؟ كان يرأس هذه اللجنة الأخ عبد الإله بن كيران، وكان فيها عز الدين توفيق والأمين بوخبزة، وعبد الكريم النماوي وعبد الله بها، وعبد العزيز بومارت ومحمد يتيم. وكان محمد يتيم انتقل من فاس إلى الرباط للدراسة في كلية علوم التربية قبل أن يغادر إلى مدينة بني ملال وهو الذي تحمل مسؤولية القطاع العام بمدينة الرباط وكنت أشتغل معه أيضا في القطاع العام. أفهم من كلامك أنه من الناحية التنظيمية كانت بالرباط لجنتان، الأولى خاصة بالعمل الطلابي ويرأسها عبد الإله بن كيران، والثانية خاصة بالقطاع العام ويشرف عليها محمد يتيم؟ كان محمد يتيم مشرفا على عمل المدينةبالرباط، وكان عبد الإله بنكيران يترأس اللجنة التي تشرف على العمل الطلابي. وأين كان موقع مصطفى المعتصم وإبراهيم بورجة؟ كان مصطفى المعتصم حينها قد غادر الشبيبة الإسلامية خلال السنة الجامعية ,1978-1979 أما إبراهيم بورجة فلا أدري أين كان ولم تربطني به أي علاقة مباشرة. كيف نفهم كون محمد يتيم كان مسؤولا عن العمل العام بمدينة الرباط وفي نفس الوقت مسؤولا في اللجنة القيادية لتسيير العمل الطلابي؟ كانت العلاقات داخل الرباط جد خاصة، يسودها جو من التعاون والتشاور، وهذا ما سيؤثر على ما جرى في سنة ,1981 إذ كان الواحد يشتغل داخل القطاع العام، وداخل العمل الطلابي، ويحتفظ في نفس الوقت بعلاقته بمدينته الأصلية، فالأمين بوخبزة لم يقطع صلته بتطوان، وعبد العزيز بومارت كان دائم الاتصال بمكناس ، وهكذا الأمر عند بقية الإخوان. هل كان لكم أي تنسيق بالبيضاء في هذه المرحلة؟ على مستوى الأفراد كانت العلاقات قائمة وقوية، لكن على مستوى الهيئات فلم يكن هناك تنسيق. كنا نتصل ببعض القياديين بالبيضاء كالأخ علال العمراني والمهندس إدريس شاهين والأخ العربي لعظم. في سنة 1979 تحركت الرباط بشكل قوي في اتجاه التوعية بالمظلمة التي حلت بالحركة الإسلامية، ما هي الخطوات التي خططتم لها للتعبير عن هذا الموقف؟ كان الموسم الدراسي 1979 1980موسما ساخنا، ففي هذه السنة تحركنا بكل قوة، وجعلنا عنوان تحركاتنا هو رفع الظلم الذي لحق بقيادات الشبيبة الإسلامية، وذلك في الرباطوفاس والدار البيضاء، فقمنا بالعديد من الخطوات من أجل الضغط على السلطات بالإفراج عن الأستاذ إبراهيم كمال وعودة عبد الكريم مطيع إلى بلده. هل كان تحرككم من باب الاقتناع بضرورة ذلك أم صدرت توجيهات من عبد الكريم مطيع للتحرك في هذا الاتجاه؟ الإقتناع حاصل وجاءتنا توجيهات من عبد الكريم مطيع للتحرك بهذا الملف بكل قوة، وقد اعتمدنا عدة وسائل: ، فكنا نكتب الملصقات بخط اليد ليلا، ونلصقها قبيل الفجر، وأتذكر أننا صغنا بيانات وقمنا بتوزيعها، وكنا نخطط لإلقاء كلمات في المسجد بعد صلاة الجمعة، وكان عبد الإله بن كيران في الغالب من يلقي هذه الكلمات، وأذكر أنه مرة قام عبد العزيز بومارت بإلقاء هذه الكلمة، ومرة نظمنا مظاهرة حاشدة بالحي الجامعي وطفنا بجل أركانه، وكنا نعبئ الطلبة ونخبرهم بالتضييق الذي يمارس على الدعوة ورموزها وكنا نطالب بالإفراج عن إبراهيم كمال. في شتنبر ,1980 وقعت محاكمة الإخوان بالبيضاء، كيف تعاملتم في الرباط مع هذه المحاكمة؟ كان الأستاذ عبد الإله بن كيران يتابع بدقة المحاكمة وأجواءها، وكان يحضر بشكل يومي لجلساتها. وقبل أن يذهب عبد الإله بنكيران إلى البيضاء كلفني بالتواصل معه عبر الهاتف وأعطاني فيما بعد هاتف أخته في البيضاء، وكانت الهواتف وقتها جد شحيحة، فكانت هذه هي طريقة التنسيق بينه وبين إخوة الرباط، وكنت صلة الوصل بينه وبينهم ، وبدأنا نتصل يوميا بالليل، وكان يقول لي هناك تعليمات، وكنت كالجندي الذي ينتظر الأوامر ليطلع الإخوة في الرباط عليها ويحفزهم على تنفيذها، وفي الأيام الأولى من الاتصال بيني وبينه لم يكن يبلغني بأوامر جديدة، فكان يكتفي بالاطمئنان على الإخوة ويدعوهم للاستعداد، وكان عبد الإله بنكيران يجلس مع بعض الإخوة القياديين في البيضاء في جلسة خاصة ببيت المهندس إدريس شاهين، وكانوا في هذه الجلسة يتدارسون ما يجب فعله، فكانوا يتتبعون بشكل يومي أطوار المحاكمة، وكانوا على تواصل مع عبد الكريم مطيع عبر الهاتف، وقد خرج الإخوة بعد هذه اللقاءات بقرار إلقاء كلمة بعد صلاة الجمعة بالمسجد المحمدي وتنظيم وقفة أمام المحكمة، وكان المسجد المحمدي يوجد قبالة محكمة الاستئناف. وقد صدرت الأحكام يوم الخميس على الساعة الحادية عشر ليلا بتبرئة إبراهيم كمال والمؤبد لعبد الكريم مطيع، وفي الغد خرج الإخوة للقاء الأستاذ إبراهيم كمال. وماذا طلب عبد الإله بن كيران من إخوة الرباط بعد صدور الأحكام؟ في يوم الخميس ليلا وبعد صدور الأحكام أخبرني الأستاذ عبد الإله بن كيران هاتفيا أن الإخوة ملزمين بالنزول لصلاة الجمعة بالمسجد المحمدي، فأخبرت محمد الزويتن فنقل التكليف إلى الإخوة في سلا، وتكلفت بإخبار الإخوة في القطاع الطلابي والإخوة في القطاع العام على مستوى الرباط، ونزلنا إلى المسجد، وكان عددنا كبيرا. وماذا وقع في المسجد المحمدي؟ وقع ما كنا اعتدنا أن نقوم به في مسجد الحي الجامعي. انتهى الخطيب من خطبته وأقيمت الصلاة، وبعد أن فرغ الإمام من الصلاة، قام الأستاذ عبد الإله بن كيران فأخذ الكلمة، وبدأ يخطب ويستنكر الأوضاع، ويذكر بحملة التضييق التي تمارس على الدعوة ورموزها في المغرب، لكن بح صوته ولم يستطع أن يكمل خطبته، فقام حميد فتاح فأكمل الخطبة على نفس النسق. وبعد أن انتهى فتاح من كلمته أمرنا عبد الإله بن كيران بالخروج من المسجد. هل دعاكم للمظاهرة؟ لا لم يدعنا لها، ولكن أمرنا بالخروج من المسجد إذ كان القرار هو إلقاء الكلمة والخروج من المسجد والقيام بوقفة أمام المحكمة، لكن لما خرجنا لم نستطع التحكم في المظاهرة، فانطلقت وسارت تجوب شوارع البيضاء. كيف خرجت المظاهرة عن التحكم؟ لا أدري كيف وقع ذلك، ولعل الإخوة تحمسوا كثيرا، فقد بلغ عدد المتظاهرين حسب بعض التقديرات أربعة آلاف. هل حضر عبد الإله بن كيران المظاهرة؟ كانت العادة عندنا أننا نقوم بتهريب من يلقي الكلمة بمجرد ما ينتهي منها خوفا عليه من الاعتقال، وربما هذا ما جعل عبد الإله بن كيران لم يحضر المظاهرة.