ماهو موقفكم في حركة التوحيد والاصلاح من زراعة القنب الهندي الكيف التي تنتشر بمنطقة وزان والشاون والنواحي؟ موقفنا في الحقيقة من هذا الموضوع مبني على الموقف الشرعي من هده القضية وكذلك على الإضرار الناتجة عن هده الزراعة حتى وإن بدت في الوهلة الأولى بعض المنافع الاقتصادية الجزئية جراء المبالغ المالية المرتفعة التي يكسبها المزارعون من هده الزراعة مقارنة ببعض الزراعات الأخرى، إلا أن الآثار الاقتصادية والاجتماعية لهذه الزراعة خصوصا على مستوى العلاقات الأسرية خطيرة جدا ليس على سكان المناطق المزروعة فحسب وإنما على باقي المناطق الأخرى خصوصا المجاورة منها، وما ينجم عنها من تفشي الدعارة و الخمر والجريمة والأمراض الناتجة عن استهلاك هذه النبتة مثل الاختلالات العقلية، في المقابل فإن المسؤولية تتقاسمها جهات عدة، أولاها السلطة التي لم تقدم على مبادرات نوعية لمعالجة الأوضاع المزرية التي كانت ولا زالت تعيشها هده المناطق جراء الإهمال الذي طالها لعقود من الزمن في غياب أبسط مقومات العيش الكريم الذي كان من أهم الأسباب التي دفعت سكان هده المناطق إلى زراعة هده النبتة الخبيثة . وبخصوص استعمال أراضي الأوقاف في زراعة الكيف بالمنطقة؟ كما قلت فإن زراعة القنب الهندي أمر مرفوض، أما وأن تستعمل أراضي الأوقاف في ذلك فهذا يستدعي الوقوف بشكل صارم مع هذا الأمر، لأن الغاية من توقيف الصالحين من هذا الوطن لتلك الأراضي كانت هي خدمة مصالح البلاد والعباد، وأن ينفق مدخولها في دروب الخير وليس تدمير هذه البلاد ومثل هده الممارسات، مما يضر بالحس الخيري لدى المغاربة. ماهي الخطوات العملية االمطلوبة من أجل التصدي لهذه الزراعة المحظورة وعلى الأقل استنقاذ أراضي الأوقاف منها؟ فيما يخص معالجة هده الظاهرة يجب أن تضع الدولة خطة متكاملة للقضاء أو على الأقل الحد من هذه الظاهرة، سواء في أراضي الأوقاف أو غيرها، خطة تستوعب الأبعاد الاقتصادية والثقافية والاجتماعية للمشكل، من خلال تكثيف برامج تنموية عاجلة للمنطقة وإيجاد بدائل لهذه الزراعة وتوفير بنيات تحتية تكون أرضية لتنمية حقيقية لهذه المناطق، وفي مقابل ذلك فإن على المجتمع من خلال العلماء والدعاة والحركات الإسلامية وخاصة في منطقة وزان المشهورة بعلماءها ومتصوفيها أن يتم العمل على المساهمة في هذه الخطة، وتوضيح موقف الشرع من هذه الزراعة وتحصين المواطن من الانصياع لهذه الزراعة تحت ضغوطات العيش الصعبة التي يعيشونها.