طفت من جديد على السطح ظاهرة الاعتداء على المواطنين بالدارالبيضاء من قبل اللصوص والمنحرفين الذين تسيدوا الوضع في إطار ما باتت تعرفه المدينة من انفلات أمني، خاصة في الأحياء الشعبية كالحي المحمدي، وسيدي البرنوصي، ومولاي رشيد، و سيدي مومن، وابن امسيك، والألفة والسالمية والهجاجمة، والجماعات القروية المحيطة بالدارالبيضاء كتيط مليل والهراويين ومديونة... وتفاوتت خطورة الاعتداءات التي تحدث بالليل، كما في النهار بين الاعتداء الجسدي والسطو على الممتلكات في الشارع العام، وفي المنازل. وحسب وقائع ميدانية، تأتي النساء وسائقو سيارات الأجرة الصغيرة والكبيرة في مقدمة المعتدى عليهم، ويلاحظ أن أغلب العمليات الإجرامية تتم في وقت متأخر من الليل، مما يطرح معه سؤال الحضور الباهت لدوريات الأمن في هذه الأوقات، حيث يلاحظ محدوديتها في كثير من مقاطعات الدارالبيضاء إن لم نقل غيابها. ويجمع سكان البيضاء أنهم صاروا يعيشون كوابيس حقيقية، حيث عاد قطاع الطرق لينشطوا بشكل لافت حتى في واضحة النهار، مدججين بالسكاكين والسيوف والهروات والكلاب المدربة، وهم أشخاص من ذوي السوابق الإجرامية، ومنحرفون يتعاطون المخدرات ويستعملون الأقراص المهلوسة ومقامرون ينتشرون في دروب الأحياء بشكل واضح في غياب أي رادع مجتمعي. واستنكر بعض المواطنين هذا الانفلات الأمني، من خلال توقيع عرائض، وذلك لإثارة انتباه المسؤولين إلى حالة الرعب والارهاب الذي باتت تعيشهما أكثر من منطقة منذ أكثر من شهر، ملتمسين من الجهات المعنية التحرك العاجل للضرب على الخارجين على القانون، وتطويق الوضع قبل استفحال الظاهرة وفوات الأوان. ويتخذ النشالون من محافظ النساء والمحلات التجارية والمنازل غير المسكونة والسيارات هدفا لهم، كما يتخذ هؤلاء المجرمون العمل بشكل فردي أو على شكل عصابات، ومن الأماكن الفارغة ملاذا آمناً للإعداد والتنظيم والاختباء كمقالع الرمال المهجورة والمقابر والحدائق المهملة والملاعب. ولم تقف ظاهرة الانفلات الأمني عند هذا الحد، بحيث لم تسلم بعض المؤسسات التعليمية، رغم زيارة رجال الأمن بين الفينة والأخرى، إذ يلاحظ توافد غرباء عليها، خاصة في الفترة المسائية للتحرش بالتلميذات وترويعهن.