ازدادت مؤخرا وتيرة سرقة الغسيل من السطوح بالأحياء البيضاوية، وخاصة العمارات السكنية، حيث ينتبه البيضاويون ليجدوا ملابسهم أو أثاثهم وأشياءهم قد تبخرت، وصارت الحبال خاوية على عروشها، دون أن يظهر للسارق أثر. وأفادت مصادر مطلعة بأن عددا من أسطح العمارات السكنية بمختلف أحياء العاصمة الاقتصادية، قد تعرضت للسرقة في الآونة الأخيرة، من ضمنها ابن امسيك، مولاي رشيد، السالمية، درب السلطان، رياض الألفة، عين السبع، سيدي مومن، علما بأن المسروقات تباع في أسواق معروفة لدى أغلب البيضاويين، كسوق العفاريت، وسوق الذبان، وسوق الأربعاء ... وأسواق أخرى، بعضها ينشط في الصباح الباكر، وينتهي قبل منتصف النهار، وبعضها الآخر ينشط ليلا وينتهي في الساعات الأولى للصباح.. وقد تعرض ببعض هاته الأسواق ملابس أو أفرشة وهي مازالت مبللة!! ويشتكي عدد من سكان العمارات من تنامي سرقة ملابسهم وأفرشتهم من السطوح، حيث أكد سكان بإقامة عبير بسيدي مومن على أن سرقة السطوح بالإقامة تحدث على الأقل مرة إلى ثلاث مرات شهريا، وغالبا ما لا يتم التعرف على السارق، وإن كانت الشكوك تحوم حول بعض أبناء المنطقة، لكن لا يمكن القبض على السارق إلا متلبسا. وقد عزا مواطنون شيوع ظاهرة سرقة السطوح، لضعف «الأمن» بالمناطق التي تضم العمارات السكنية، وعدم وجود حراس العمارات، وتقصير في عمل «السانديك» بعدد من الإقامات بالتقليل من دور حارس العمارة، في حين أشار آخرون إلى أن وجود مجموعة من العمارات المحاذية لبعضها على مستوى واحد من العلو، من شأنه أن يسهل عملية السرقة، وتنقل السارق من عمارة لأخرى بسهولة، وهذا من شأنه أن يجعل محاولات حراس العمارات المتواجدين بواحدة دون الأخرى، تبقى غير ذات جدوى في غياب التنسيق، والتدقيق في هوية الداخلين للعمارة أو الخارجين منها. وبرر أحد سكان بعض العمارات المستهدفة سبب صعوبة التعرف على هوية السارق، خاصة في الأحياء الشعبية وذات الكثافة السكانية العالية، بأن السارق قد يكون من سكان العمارة نفسها، فلا يمكن لحارس العمارة أن يوقف أحد السكان ويطلب منه التأكد مما يحمله الى خارج العمارة!! وأمام عودة هذه الظاهرة إلى الواجهة في الأيام الأخيرة، فإن معظم سكان العمارات السكنية أصبحوا يحذرون بعضهم من نشر غسيلهم في السطح، إذ يعتبرون هذا التصرف بمثابة هدية للصوص، وصار الحديث عن لصوص الغسيل من السطوح متداولا بقوة في أوساط سكان العمارات بمعظم الأحياء البيضاوية. وكإجراء اضطراري فقد عمد عدد من سكان هاته العمارات إلى وضع حبال على شرفات منازلهم، لكنها أيضا أحيانا لا تسلم من السرقة، لتمكن بعض اللصوص الأذكياء «الشياطين» من ابتكار طريقة «الصيد من سطح العمارة»، وذلك باستعمال مشبك على شكل صنارة مربوطة إلى خيط متين، ومشدود بدوره إلى عصا، حيث يدلي خيطه حتى تلامس صنارته الملابس فيشدها برفق ويصعد إليه الصيد بطريقة سلسة واحترافية. فهل سيجد السكان حلا للنزيف الذي يطال ملابسهم وأفرشتهم من السطوح، أو حتى من على شرفات شققهم في غفلة عنهم ؟!